أطلقت الأسرة الجامعية بالمدرسة العليا للدراسات التجارية بالقليعة، خلال الأسبوع الفارط مبادرة «مدرسة خضراء»، والتي تشمل جملة من الخطوات الجريئة الرامية الى تبني نظام جديد وحديث في رسكلة النفايات من جهة، ودعم المساحات الخضراء من جهة ثانية. في ذات السياق، أشار مدير المدرسة البروفيسور عبد القادر هدير ل «الشعب»، الى أنّ المبادرة تمّ ربطها بالبرنامج الوطني للتشجير والذي يعنى بغرس شجرة لكل مواطن بالتوازي مع ايلاء قدر كبير من الاهتمام بموضوع الرسكلة، بحيث تمّ تنظيم حملة تشجير واسعة بحرم المدرسة خلال أول يوم من اطلاق المبادرة بالتوازي مع انشاء مشتلة محلية أدرجت بها جملة من الشتلات ذات النوعيات والفصائل المختلفة لغرض غرسها لاحقا بمحيط المؤسسة في مرحلة أولى، وبمختلف المدارس الوطنية وكذا الاقامات الجامعية المحيطة في مرحلة لاحقة. وفيما يخص رسكلة النفايات وتدويرها وطرق أبواب الاقتصاد الأخضر، فقد أشار البروفيسور هدير عبد القادر الى نصب مجموعة من الحاويات على مستوى المدرسة سيجتهد الطلبة وكذا عمال المؤسسة وأساتذتها في تجسيد فكرة الفرز الانتقائي الأولي للنفايات التي يتم انتاجها محليا، على أن يتم التعاقد مع مؤسسات متخصصة للتكفل بعملية تصريفها الى الوجهات المعنية، ليتم بذلك الكف عن صرف الأموال مقابل تصريف نفايات المؤسسة في مرحلة أولى و تسويق النفايات المرسكلة محليا للمؤسسات المتخصصة مقابل خدمات متنوعة في مرحلة لاحقة. وأشار مدير المدرسة الى أنّ المبادرة ستعتمد المرحلية في تجسيدها، بحيث سيتم التركيز على التحسيس على نطاق واسع باستعمال وسائل التواصل الاجتماعي وبرنامج اليوتيب في مرحلة أولى قبل المرور الى مراحل أخرى تعنى بالاحصاء و التقييم والمراجعة. من جهتها، أشارت الدكتورة زازة الأندلسي التي قدمت مداخلة متخصصة حول النفايات، إلى أنّ المبادرة انطلقت من اشكالية تزايد النفايات المتخلى عنها من طرف المدرسة كمّا ونوعا ممّا يؤثّر سلبا وعلى المباشر على الصحة البشرية. ومن هنا جاءت الفكرة التي تعنى بإشراك الطلبة في عملية الفرز الانتقائي الأولي على أمل إقدامهم على نقل الفكرة الى أحيائهم ومدنهم في مرحلة لاحقة، وقالت الدكتورة الأندلسي بأنها اقترحت على إدارة المدرسة تبني حاويات تتناغم والتقاليد البيئية المعتمدة محليا، على أمل التوافق على الحد الأدنى من القواسم المشتركة بين المتعاملين في مجال تصريف النفايات، بحيث تمّ إعتماد ثلاث حاويات تمّ تقسيمها حسب طبيعة النفايات المحلية، فيما اقترحت الدكتورة الأندلسي ايضا إجبار المؤسسات الممونة للمدرسة بمختلف الحاجيات على إعادة تصريف النفايات المرافقة للمنتوج المحصل عليه كعلب التغليف مثلا أو علب التعبئة بمختلف أشكالها. وعلى هامش إطلاق المبادرة، شاركت عدّة مجموعات من الطلبة في مسابقة خاصة بالرسكلة عن طريق استخدام مواد قابلة للرسكلة لصناعة منتجات مختلفة، وهي المسابقة التي أفرزت بروز عدّة أفكار ناجحة يمكن اعتمادها مستقبلا باعتبارها اقترحت انتاج العديد من المنتجات المرتبطة بالزينة والديكور والترفيه والراحة وغيرها باستعمال مواد بسيطة يمكن استخراجها من النفايات.