تعد مصالح الاستعجالات الطبية الواجهة الرئيسية لكل مؤسسة صحية، كونها أول من يستقبل المرضى على مدار 24 ساعة وفي كامل أيام الأسبوع، يتم الاعتناء بالمرضى الوافدين عليها بطبيعة الحال باحترام الأولوية وتبعا لكل حالة على حدة. كثرة الضغط على الاستعجالات الطبية بسبب التوافد الكبير للمواطنين عليها، يؤدي الى انزلاقات خطيرة ضحيتها أصحاب المآزر البيضاء، كما أوضح أحد العاملين على مستوى مصلحة الاستعجالات بالمستشفى القديم بعاصمة الولاية، لاسيما وأن الاقبال كبير في الفترة الليلية وعند نهاية الاسبوع، حتى الاصابات الخفيفة يتجه أصحابها الى هذه المصلحة عوض التوجه الى العيادات الجوارية، وأضاف ذات المتحدث أنّ كثرة عدد مرافقي المرضى يتسبّب في ضغط داخل قاعات الانتظار وكذا الأروقة، وعندما يتعذّر على الأطباء معالجة جميع المرضى في آن واحد، يؤدي إلى نوع من المشاكل جراء الاحتكاك، وما ينجر عنه من شتم للممرضين أو حتى الاعتداء عليهم في بعض الأحيان. وتسجّل المؤسسة الاستشفائية عبد الرزاق بوحارة بحي عيسى بوكرمة، أكثر حالات الاعتداء على طواقم مصلحة الاستعجالات رغم من توفر الامن، وذلك لأنّ المستشفى يستقبل الحالات الجراحية، ويكون مقصدا لاشخاص يكونوا في حالة سكر أو تحت تأثير مفعول المهلوسات عند التشاجر والتعرض إلى جروح خطيرة، فقد تعرضت مصلحة الاستعجالات بالمستشفى الى رعب حقيقي، مؤخرا، بعد وقوع شجار بين مجموعتين من الأشخاص المشبوهين استعملت فيه أسلحة بيضاء، حجارة، أعمدة، قضبان حديدية، خشبية، حيث تنقلت قوات الأمن باتخاذ كافة الإجراءات الضرورية الكفيلة بالتدخل الفوري. فرغم العمل الكبير الذي أنجزته مصالح مديرية الصحة بسكيكدة، بفتح العديد من نقاط الاستعجالات الطبية بعديد البلديات، لاسيما البعيدة عن مقر الولاية، والتي يتواجد بها عدد كبير من السكان، على غرار بكوش لخضر، السبت، الحروش، القل، استجابة الى مطلب تقريب الخدمات من المواطنين، خاصة بالمناطق المعزولة. فقد استفاد القطاع الصحي من العديد من المشاريع الهامة، خصوصا في قسم الاستعجالات، بالرغم من النقائص وبعض التصرفات السلبية، وتبقى على العموم معزولة، وبالمقابل التمس المواطن تحسن الخدمات المقدمة. فمصلحة الاستعجالات بالمستشفى القديم الذي تمّ ترميمه وتزويده بمعدات وأجهزة عصرية، إضافة الى توفر الخدمات عند الضرورة الاستعجالية، أما بالمستشفى عبد الرزاق بوحارة، فإن مصلحة الاستعجالات الجراحية تعرف ضغطا كبيرا، خصوصا وأنها تستقبل ضحايا الحوادث المخلفة، والإقبال الكبير على جهاز الكشف بالأشعة يحوّل القاعة الى فوضى عارمة، ناهيك عن نقص في المواد المستعملة في هذه الأخيرة. كما سيتعزّز قطاع الصحة بمشروع إنشاء مصلحتين خاصتين للاستعجالات الطبية، تحتوي على 03 قاعات للعلاج مجهزة بأحدث المعدات الطبية، وبجهاز سكانير وآخر للتحاليل يكون على شكل مستشفى صغير بتمالوس وعزابة، وهما المنطقتان اللتان تسجلان حوادث مرور بكثرة، وكانت أن تدعمت بلدية بكوش لخضر المحاذية لولاية قالمة، جنوب شرق سكيكدة، بنقطة للمناوبة الطبيّة الاستعجالية تعمل 24 سا / 24 سا وعلى مدار أسبوع كامل على مستوى العيادة متعددة الخدمات «الشهيد تيفوتي رجم»، أشرف على تدشينها مدير الصحة بالولاية. نقطة المناوبة الطبية الاستعجالية هذه مجهزة بعتاد طبي يتوافق ومهامها، بالإضافة إلى أربعة أسرّة، وهي الثالثة بدائرة ابن عزوز بعد تلك التي تمّ تدشينها بسكيكدة، الأولى على مستوى حي مرج الذيب، والثانية على مستوى بلدية المرسى، ورغم هذه الإضافة، يرى الكثير من المواطنين الذين استجوبناهم أنّ قطاع الصّحة بالولاية مازال بعيدا كل البعد عن تطلعاتهم، رغم المبالغ المالية الضّخمة المرصودة لهذا القطاع، وناشد في الكثير من المرّات ممثّلو المجتمع المدني ضرورة تحسين الأداء العلاجي والتكفل الجيّد بالمرضى وطالبي العلاج بمختلف الهياكل الصّحية المتواجدة عبر مختلف بلديات ولاية سكيكدة خصوصا المتعلقة بالاستعجالات، على خلفية تدني مستوى الخدمات، بالإضافة إلى سوء المعاملة الذي انجر عنه في العديد من المرات ملاسنات واحتجاجات بين المرضى والأطباء، ووجودنا في مصلحة الاستعجالات الذي كان بدافع معرفة ما يعانيه المرضى ونقل انشغالاتهم للضمائر الحيّة من المسؤولين علّهم يتحركون وينقذون أرواح المواطنين، فالمصلحة حسب شكاوي المواطنين، لا يوجد بها أبسط الإسعافات الأولية، وقد سجّلنا خلال زيارتنا نقصًا فادحًا في عدد الأطباء، وهو ما أثار غضب المواطنين الذين يتوافدون بكثرة إلى هذه المصلحة، معبّرين عن استيائهم الشديد من هذه الممارسات، وتساءل بعض الأشخاص ممّن وجدناهم بقاعة الاستقبال رفقة مرضاهم ينتظرون دورهم للفحص، عن سبب عدد الأطباء غير الكافي، وتماطل الممرضات في التّدخل في الحالات الاستعجالية إلاّ بعد طول انتظار، ما جعل البعض منهم يفقد صوابه ويدخل في مناوشات كلامية مع الجميع.