تم أول أمس تزكية عبد العزيز بلعيد المنسق العام لجبهة المستقبل بصفة مبدئية من طرف المناضلين في المؤتمر التأسيسي بقاعة الأطلس في باب الوادي بالعاصمة كرئيس للحزب. اعتبر بلعيد هذه التزكية تحمل مدلولا وترجمة لتطبيق الإجراءات القانونية في هذا الشأن سيما ما تعلق بانتخاب القيادات وعقد المجلس الوطني. وفي رد له على سؤال ل«الشعب» حول رأيه في القرارات الأخيرة لمجلس الوزراء في ندوة صحفية على هامش المؤتمر التأسيسي للجبهة أوضح عبد العزيز بلعيد أنها تدخل في إطار الإصلاحات التي اقرها رئيس الجمهورية. إلا انه اعتبرها غير كافية كونها ليست بمستوى طموحات الشعب وتطلعات الشباب دون إعطاء المزيد من الشروح. وحسب بلعيد فان الديمقراطية تبنى خطوة بخطوة وليست بقانون والتي تبدأ من اللبنة الأساسية للمجتمع المتمثلة في الأسرة والمدرسة، لان الأمر يتعلق بالتربية نفسها. وبالتالي فان كل القوانين المتخذة مهما تضمنت من شفافية وقوة فإنها لن تنجح إلا إذا كانت هناك أرضية سياسية نظيفة ومجتمع يتقبلها، بدء بالاستثمار في المورد البشري المحلي وتكوينه حتى تكون ممارساته بمستوى التحديات. وعن الانتخابات التشريعية المقبلة أوضح المتحدث أن جبهة المستقبل قيد التأسيس، تطمح لإرساء دولة القانون والديمقراطية ولا تسعى للسلطة والتشبث بها معتبرا أن الكفاءة والنزاهة والإخلاص هي مقاييس الوصول إلى المناصب لخدمة المصالح العليا للبلاد بعيدا عن التعددية الضيقة، مشيرا إلى أن ما يهمه هو بناء حزب سياسي أولا وإرساء قواعده ومن ثم يمكن أن يشارك في الانتخابات المحلية . بخصوص التخوف من عزوف المواطنين عن المشاركة في الانتخابات أكد المنسق العام لجبهة المستقبل أنها مسؤولية الجميع ويجب فتح حوار وطني حقيقي وتشخيص مكمن الداء قبل وصف العلاج ببعث رسائل هاتفية ومن ثم لا بد من إقناع المواطن بنزاهة الانتخابات المقبلة لأنه متى آمن بذلك سيشارك بقوة، مشيرا إلى أن الضمان الوحيد حاليا لنزاهتها هو شخص الرئيس لا غير. واعتبر بلعيد وهو عضو قيادي سابق في الاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية، أن المشاكل التي تعاني منها الجزائر سببها الرئيس هو سوء التسيير في كل المستويات. وقال أن البيروقراطية تقف عائقا أمام المبادرات الخلاقة في الجزائر التي لها ما يؤهلها من ثروات وإمكانيات لبلوغ مكانة مرموقة. ولكن يجب الاستثمار في الإطارات الكفأة والفاعلة لبناء مجتمع ودولة قوية مبنية على أفكار وطنية وليست مستوردة وذلك لا يكون إلا بالديمقراطية سلوكا والحوار مذهبا وعقيدة. وفيما تعلق بالشباب أوضح بلعيد في كلمة ألقاها على المناضلين البالغ عددهم ألف مندوب عن 45 ولاية بالإضافة إلى ممثلي الجالية بكل من فرنسا، كندا، ألمانيا وسويسرا أن هذه الفئة تشكل الذخيرة الحية لأي تنمية حقيقية. ودعا إلى استلهام العبر من المبادئ النوفمبرية والتقرب من فئة الشباب والاستماع إلى همومهم وأفكارهم في إطار التفتح على فكر الأخر مع محاربة الأفكار الهدامة. وبخصوص مشاركة المرأة في المعترك السياسي أكد بلعيد أن جبهة المستقبل تدعم حرية الجزائرية وتطورها وتؤمن بضرورة مساهمتها في البناء السياسي. وقال انه وبدل إعمال نظام الكوطة الذي هو حق أريد به باطل يجب تهيئة الظروف من أمن وبيئة نظيفة حتى تحتل المرأة مكانتها السياسية ونظمن مشاركتها بفعالية. من جهة أخرى اعتبر بلعيد أن قانون تجريم الاستعمار هو رد اعتبار لآلاف المجاهدين والشهداء الذين قدموا تضحيات جسام في سنوات الاستبداد وهو يدخل في إطار الوفاء لهذا البلد وجهود صناع حدود الدولة الجزائرية المعروفة اليوم . وسجل افتتاح المؤتمر التأسيسي لجبهة المستقبل حضور شخصيات وطنية كسعيد عبادو الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين، قاسة عيسى ممثل عن «الأفلان»، بوكرزازة وزير الإعلام السابق. وحضر عن المجتمع المدني بن براهم الأمين العام للكشافة الإسلامية، ليتم فيما بعد انتقال المؤتمرين إلى فندق «متاريس» لانطلاق أشغال اللجان الخمس للجبهة. وتتمثل في لجان البرنامج الأساسي، المبادئ والأسس، القانون الأساسي الذي يحوي 271 مادة، ولجنتي البيان الختامي والترشيحات.