بعد أن أنهى الدراسة كمهندس في المعلوماتية، تفطن الشاب القادم إلى عالم الشغل لقطاع جديد هو الطاقات المتجددة التي ترتكز على الطاقة الشمسية، فأسس شركة معتمدا على تجربة متواضعة اكتسبها خلال العمل داخل مؤسسة الوالد التي تنشط في المحولات الصناعية والبطاريات. يتعلق الأمر بالسيد بيراف محمد أمين مسير مؤسسة «إينير + “، التي توفر لسوق تجهيزات متكاملة للطاقة الشمسية موجهة للمؤسسات الصناعية والاستعمال الفردي الخاص على مستوى البيوت. فبعد أن تنقل إلى ألمانيا، حيث تابع تربصات تكوينية ضمن شركات متخصصة ذات سمعة عالمية عاد ليطلق مشروعه في الطاقات المتجددة عن دراية للتحديات ومستقبل سوق الطاقة الذي يتجه نحو اعتماد الطاقة الشمسية وانكماش مساحة الطاقة التقليدية. وعن ظروف تأسيس المؤسسة توقف محدثنا الذي زارنا بالجريدة عند جملة من المعوقات التي يعرفها العام والخاص ولكنها لم تحد من إرادته في الذهاب بالمشروع إلى الآخر وهو ما تحقق له مقدما نموذج الشاب الجزائري المتحدي للصعاب والمتمسك بالوجود فاعلا في الحياة العامة. ويوضح أن الإجراءات البيروقراطية والترتيبات البنكية من أول العراقيل التي تعترض المشروع، مما يتطلب معالجة من الجهات المكلفة لتذليل الصعوبات أمام الاستثمار مهما كان حجمه ولو كان ينطلق من مجرد فكرة، لكن باتجاه أهداف واضحة خاصة لما ترتبط ببرنامج وطني للطاقات المتجددة. في الظرف الراهن تصنف تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية بالناهضة بينما في بلدان العالم التي قطعت مراحل متقدمة العكس بحيث إنه لا يتم فرض رسم جمركي على هذا النشاط، ذلك أن الرسوم الجمركية من بين الأسباب الكبرى إلى جانب انعدام الدعم لتنمية النشاط الجديد الذي يؤسس لسوق حديثة ترتكز على التكنولوجيات المتقدمة والقيمة المضافة للإنسان من خلال البحث العلمي والابتكار. وبخصوص الزبائن الذين يتعامل معهم أوضح أن الأمر يتوقف على ما يصدر من مناقصات محلية، مؤكدا أن مؤسسته تتعامل مع شركات ذات سمعة ملاحظا وجود إقبال متزايد ذلك أن 99 بالمائة زبائن من القطاع العام، و1 بالمائة أشخاص خواص، غير أن اتساع نطاق المؤسسات الصغيرة والمتوسطة يعد أمرا ايجابيا أيضا بحيث ستطرح الحاجة لإقامة نشاطات مثل تركيب الألواح الشمسية والتوزيع والصيانة. وبالرغم من أن الإنتاج لم يصل بعد، حيث يتم العمل لتصميم مسار صناعة عدادات الكترونية مطابقة يبقى استيراد التجهيزات من دول مثل ألمانيا وفرنسا وفقا لعقود تدرج جانب التكوين في بنودها كما تعمل المؤسسة الحديثة مع الجامعات والمعاهد في إطار التعاون، خاصة مع جامعة باب الزوار والمدرسة متعددة التقنيات وهي آلية لالتقاط أيضا كفاءات ذات ذكاء مميز. إلى الآن توفر مؤسسة اينير + 18 منصب عمل دائم يقول مسيرها المدفوع بأفكار لا يحدها عائق وتصميم لتحقيقها ضمن التوجه التنموي للبلاد الذي يمنح مناخا محفزا سوف يكون للطاقات المتجددة موقعا ذي أفضلية خاصة بعد أن تصدر المراسيم التطبيقية لقانون سنة 2001، داعيا إلى تخصيص دعم مالي لهذا التوجه. ويوضح محدثنا أن عدم صدور هذه المراسيم مرده على ما يبدو أن شركة سونلغاز لم تحضر نفسها كما يقول محمد أمين كون الشركة مكلفة بإنتاج الألواح الشمسية الملتقطة للأشعة لتحولها لطاقة لا تنضب ويرتقب أن يكون مصنع إنتاج الألواح بمنطقة الرويبة، مؤكدا أن هذا الانجاز حينما يكتمل سيكون مؤشرا قويا وعالما مهما لشق الطريق نحو الطاقات المتجددة. وبلغة الشاب الواثق من قدراته يدعو بيراف محمد أمين أقرانه للتزود بالجرأة في اقتحام عالم الشغل بأفكار وتعاون يدمج مختلف المستويات من أصحاب الابتكار إلى المصممين للمشاريع إلى المنفذين.