اطلع المتعاملون الاقتصاديون الجزائريون أمس عن التجربة الألمانية في الطاقات المتجددة التي تحتل الأولوية في السياسات الوطنية. وترعاها الجزائر المراهنة على الطاقات البديلة النظيفة في صدارتها الشمسية. وكشف المتعاملون في الملتقى المنظم أمس بفندق الجزائر في إطار زيارة وفد ألماني من 50 مؤسسة تنشط في الطاقات المتجددة لا سيما الشمسية كم هي مهمة الشراكة في هذا المجال الاستراتيجي الذي تتسابق الدول من اجله باعتباره طاقة المستقبل المستجيب لتحديات التنمية المستديمة المؤمنة لصحة الإنسان ورفاهيته وبيئته النظيفة. عبر عن هذا التوجه اليكس دينا المدير العام بالنيابة للغرفة الجزائرية الألمانية للتجارة والصناعة مؤكدا عن جدوى اللقاء ال5 للشراكة الثنائية في مجال الطاقات المتجددة الشمسية بالخصوص. وهي شراكة تأتي في وقت تعرف فيه العلاقات الجزائرية الألمانية الرواج الكبير زادتها انتعاشا ووتيرة زيارة رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة إلى برلين وتأكيده الصريح على تشجيع الاستثمار الألماني إلى ابعد الحدود. وذكر دينا بدعم وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا الألمانية كل ما يتمخض عن لقاء الأعمال بفندق الجزائر من مشاريع شراكة واستثمار في القطاع الطاقوي المتجدد الذي تسابق الجزائر الزمن من اجل إنتاج الكهرباء منه بنسبة 30 في المائة خلال السنوات القادمة ليس فقط لتلبية الحاجيات الوطنية بل التصدير. وشدد مسؤول الغرفة الجزائرية الألمانية عن الإرادة في مرافقة أرباب الأعمال لتشييد شراكة تتقاسم الارباح والاتعاب يريدها قادة البلدين أن تكون نموذجية استنادا إلى قوة الروابط الثنائية المتسمة بالصلابة والمتانة ولم تتأثر بأي طارئ على مدى العصور. أكد هذا الطرح اوليفر دراكي مستشار المبادرة «الطاقات المتجددة» لدى وزارة الاقتصاد والتكنولوجيا عارضا التجربة الألمانية في هذا المجال وسببها وغاياتها. فقد كانت ألمانيا الشريك القوي للجزائر في مختلف حقبات التطور والبناء. ولم تغادر الشركات الألمانية البلاد في العشرية السوداء عكس قوى أخرى أدارت ظهرها وتخلت عن واجب الاستثمار. وتعرف حركة الاستثمار الألمانية توسعا ملحوظا آخذة في الحسبان التدابير الجبائية والجمركية المحفزة المتخذة من الجزائر. وقدر حجم المبادلات بين البلدين 2,7 مليار دولار 2009، مسجلة زيادة ملحوظة لا سيما في الصادرات الألمانية التي بلغت 1,76 مليار دولار العام الماضي. من جهتها عرفت السيدة جميلة بوحمدي مديرة الاستراتيجيا بسونلغاز بالإجراءات المتخذة في سبيل إقامة مشاريع للطاقات المتجددة، وكشفت عن التدابير المحفزة للاستثمار الممنوحة للأجانب من اجل شراكة متوازنة تخدم الطرفين. وتحدثت عن المشاريع التي تتطلع إليها سونلغاز في الأجلين القصير والطويل التي تعيد الاعتبار للطاقات المتجددة الشمسية في المقام الأول. وأنجزت سونلغاز مشاريع لتزويد 18 قرى بالشمسية في الجنوب. وهي قرى نائية اعتمدت أولى تجربتها قرية بهذه الربوع النائية البعيدة المتباعدة عام 1998. وهناك مشروع آخر في طور الدراسة يخص تزويد 16 قرية بالهضاب العليا بالشمسية 100 ٪ وهو مشروع يزود بالألواح الشمسية من مصنع الرويبة الذي يدخل الإنتاج العام القادم. ويرى رؤساء مؤسسات أن الطاقات المتجددة مهمة بالجزائر لكن تكنولوجياتها مكلفة للغاية تحتاج إلى دعم من السلطات العمومية لتشجيع استعمالها واقتنائها من العائلات التي لا تسمح لها قدرتها الشرائية بذلك. أكد هذا لنا بوحراتي إسلام تقني بالشركة ذات الأسهم «جنيتاك»، وهي شركة مختصة في نظام التبريد والتكييف والحماية من الحرائق. وقال السيد إسلام أن الشركة التي أنجزت مشاريع ثلاثة لحساب سوناطراك حول تسخين الماء بالطاقات المتجددة ترى انه من الضرورة بمكان تشجيع الجزائريين في استعمال هذه الطاقات من خلال دعم تكاليفها أسوة بالإنارة الكهربائية. ودعا إسلام إلى مزيدا من الحملات التحسيسية لإقناع بأهمية الطاقات المتجددة للجزائر وليس لأوروبا فقط مثلما هو مرسخ في بعض الذهنيات.