أبدى رئيس حزب عهد 54 فوزي رباعين تحفظات عن الترتيبات المتعلقة بالاستحقاقات المقبلة، معتبرا أن الضمانات المقدمة من قبل رئيس الجمهورية غير كافية لنزاهة الانتخابات، و يرى من الصعب أن تتخلى الإدارة عن الممارسات التي تبقي الشكوك قائمة حول إمكانية التزوير. أكد فوزي رباعين أمس خلال ترأسه لاجتماع خاص بالمكتب الوطني أمام المئات من مناضلي الحزب بقاعة السفير "لاليتي"، على المشاركة في المعترك الانتخابي المقبل، بالرغم من كل التحفظات التي أبداها، و الشكوك التي ما تزال تراوده باستحالة تفادي التزوير معتبرا بان هذه الممارسات "قد تجذرت في الإدارة و من الصعب أن تتخلى عنها". و أعلن عن امتلاكه لأدلة حول تزوير في عدد التوقيعات التي سلمها للمجلس الدستوري في الاستحقاقات السابقة، قائلا "سلمت 128 ألف توقيع، لكنني فوجئت بان العدد تقلص إلى 86 ألف و هو الذي أعلنت عنه هذه الهيئة"، و هذا ما يجعل الشكوك قائمة بشان نزاهة الانتخابات. قدم رباعين صورة تشوبها الضبابية حول سير الانتخابات التشريعية، و شكك في إمكانية التحكم في مراقبة مجريات العملية، و أبدى توقعات حول الخارطة السياسية المقبلة، ونسبة التصويت، مبقيا على نفس مواقفه السابقة. و بالنسبة للخارطة السياسية ما بعد تشريعيات 10 ماي المقبل، فإنها لن تتغير في نظر رباعين، "لأن المشهد السياسي لم يعرف أي حركية عكس ما يظنه البعض، ما عدا الاتجاه نحو اعتماد أحزاب جديدة في الساحة السياسية"، و حسبه فان الأحزاب "القديمة ستبقى متموقعة"، مضيفا "هذا ما سيؤدي بالضرورة إلى الاستمرار في عزوف الناخبين الذين سئموا رؤية نفس الوجوه و نفس السياسات، في الوقت الذي يتطلعون فيه للتغيير الجذري، وإخراجهم من دائرة البؤس والاستجابة لكافة انشغالاتهم". و توقع في سياق متصل أن تنخفض نسبة التصويت في التشريعيات المقبلة إلى اقل من سابقاتها، حيث ستكون حسبه اقل من 10 بالمائة، مشيرا إلى أنها لم تتعد 17 بالمائة في تشريعيات ماي 2007 (35 بالمائة حسب الأرقام الرسمية). و أوضح في هذا الصدد أن إقناع المواطنين بالتوجه إلى صناديق التصويت ليست مسؤولية الأحزاب، لان هذه الأخيرة تدعوهم للانتخاب عليها و ليس المشاركة في عملية الاقتراع. و فيما يتعلق بمراقبة الانتخابات، لا يتوقع رباعين أن تضمن نزاهة هذا الاستحقاق، بالرغم من استحضار المراقبين الدوليين متمثلين في الجامعة العربية و الاتحاد الإفريقي، و اعتبر أنه "سبق لهما الحضور في الاستحقاقات السابقة لكنها لم تسلم من التزوير"، و بالنسبة للاتحاد الأوروبي فهو لا يتوقع حضور ممثليه كملاحظين، لان لديهم شروط و معايير دولية لسير الانتخابات منها تطهير القوائم الانتخابية، و اعتقد أن هذا الشرط لا يمكن أن تستجيب له السلطات". رئيس الحزب في تصريح ل (الشعب): الصحافة العمومية تمتلك الموضوعية في تغطية الأحداث أشاد فوزي رباعين رئيس حزب عهد 54 أمس في تصريح ل »الشعب« على هامش اجتماع المكتب الوطني بالصحافة العمومية، واعتبرها أنها موضوعية أكثر من الصحافة الخاصة، في تغطيتها للأحداث الوطنية خاصة الاستحقاقات. واعترف بالاحترافية الكبيرة التي تتميز بها الصحافة العمومية، بالرغم من التزامها لخط الجريدة، وتمنى أن تتحلى الجرائد الخاصة بمثل هذه الموضوعية. وأضاف في سياق متصل بأن التعددية الاعلامية مكسب هام فتح المجال واسعا لحرية التعبير رغم القيود التي ما تزال تمارس على وسائل الاعلام الثقيلة، مطالبا بضرورة فتح قطاع السمعي البصري خاصة في هذا الوقت بالذات، بالنظر للمنعطف الحاسم الذي تمر به الجزائر من خلال الاستحقاقات المقبلة. وقال أن فتح المجال السمعي البصري يمكن أن يساهم في اقناع المواطنين بالإقبال على صناديق الاقتراع، بدل الاعتماد على الرسائل القصيرة التي ترسل اليهم عبر الهاتف النقال لأنها لن تجدي نفعا على حد تعبيره.