أحدث انتشار فيروس كورونا طوارئ في كل أرجاء العالم من الناحية الصحية ببلوغ كل القارات حيث ان الإجراءات الوقائية أثرت بشكل فعلي على نشاط الإنسان والمؤسسات في عدة مناطق التي شهدت «وصول» الفيروس في القارات الخمس .. و ارتسمت هذه الوضعية على الاقتصاد العالمي الذي تأثر بشكل كبير بتضاؤل و قد يصل الى انكماش محسوس . المخاوف بلغت الذروة ، لا سيما ان انتشار الفيروس بدأ من « المصنع العالمي» أي الصين بالنظر للنسبة الكبيرة التي كسبها هذا البلد منذ سنوات بارتفاع قياسي في الانتاج و حصته في الاقتصاد العالمي و الحركة التجارية العالمية . و ظهرت الأثار الأولى من هذه الأزمة ضمن أسعار النفط التي عرفت تراجعا كبيرا في وقت قياسي ، غذتها « عدم ثقة « لدى المستثمرين حتى أن البرميل ضيع حوالي 25 بالمائة في سعره في مدة قصيرة .. وتسعى منظمة الأوبك الى كبح هذه الأثار و تنشيط « الأسعار « عبر تقليص الإنتاج لعدم الدخول في دوامة أزمة انخفاض مداخيل « الذهب الأسود» .. فبالرغم من تفاؤل بعض الاختصاصيين لإمكانية تجاوز الأزمة في أقرب وقت ممكن ، الا أن الوضع صعب من عدة نواحي و على مستويات مختلفة . و يمكن القول أنه في الوقت الذي « تسارع « مختلف المخابر لانقاد « الإنسانية « من هذا المرض ، و كبح الانتشار السريع له .. فان إجراءات اقتصادية أصبحت حتمية . و تشير أخر الأخبار أن قطاعات معينة عبر العالم كانت الأولى التي سجلت « خسائر « يصعب تداركها ، و في مقدمتها السياحة بتقلص نشاطها سواء المتعلق بالنقل أو الفنادق حيث أن شركات طيران أكدت قرب إفلاسها بعد الغاء الرحلات بنسبة كبيرة ..نفس الوضع يمكن الإشارة إليه لدى الفنادق التي أصبحت « أخبار إلغاء الحجوزات في مقدمة عملها اليومي . التأثير السلبي سينتقل من منطقة لأخرى في العالم حيث أن النشاطات الرياضية و الثقافية بدأت تصنع الحدث من خلال التفكير في تأجيلها أو إلغائها مباشرة ، مما يكلف الشركات الراعية خسائر معتبرة .. خاصة و أن الرياضة على المستوى العالي تكلف الكثير من الاستثمار و ينتظر أن تكون الفائدة كبيرة . لكن الإلغاء يعني العودة بخطوات كبيرة إلى الوراء من الناحية المالية ، و التي تتأثر أيضا بفعل التفكير في إجراء المنافسات الرياضية بدون حضور الجمهور حيث أن الأندية التي استثمرت بملايين الدولارات تجد نفسها غير قادرة على مسايرة الوتيرة بتقلص المداخيل . و على مستوى القارة السمراء ، أشارت الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم أنها تتابع الأمور عن قرب و مستعدة لأي طارئ قد يطرأ لاتخاذ إجراء لعب المقابلات المبرمجة بدون جمهور ، تأجيلها او إلغائها تماما حفاظا على صحة الجماهير و السكان بصفة عامة ، كون الشأن الرياضي و الترفيهي يأتي في الدرجة الثانية مقارنة بصحة الإنسان. و انتشرت فكرة اتخاذ الاجراءات بالنسبة للنشاطات الرياضية بسبب كورونا بعد اقدام الاتحادية الايطالية لكرة القدم على لعب مقابلات البطولة دون حضور الجمهور بالنظر لتفشي المرض بشكل كبير في شمال ايطاليا . و في الجزائر ، فان التنسيق بين الهيئات المعنية كفيل بتقديم صورة أوضح حول مقابلات الرابطة المحترفة حيث أكد رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار أن متابعة القضية باستمرار من خلال وزارة الصحة و كذا الوصاية و لا داعي للتهويل في الوقت الحالي .. و التفكير منذ الأن في اجراء المقابلات بدون حضور الجمهور ، ذلك أن الأمور الأساسية تتلخص في الوقاية و اتباع النصائح التي تقي من هذا الفيروس الذي « غيّر» تفكير العالم في بضعة أسابيع و تمركز في واجهة الأحداث بشكل مركز.