أجمع الإعلاميون الذين حاورتهم «الشعب» على ضرورة التزام الحياد في تغطية التشريعيات، مع فتح المجال أمام جميع التيارات الحزبية ونشاط السلطات لضمان الحق في الإعلام وتعدد الآراء. وأكد الصحافيون في استطلاع ل «الشعب» أن التجربة الإعلامية التي اكتسبوها والتحولات التي مرت بها الجزائر، قد زادت من نضج وسائل الإعلام الجزائرية في التعامل مع مختلف القضايا والاستحقاقات. وتأتي هذه التصريحات بعد الجدل الكبير الذي أحدثته التغطيات الإعلامية لمختلف الانتخابات وخاصة رئاسيات 1999 و2004 و2009 حيث تجاوزت العديد من الصحف مبدأ الحياد وعبرت عن انحيازها لشخصيات معينة على حساب أخرى، وتساءلت العديد من الأطراف عن مدى الالتزام بأخلاقيات المهنة وتحمل مسؤولياتها كسلطة رابعة في ظل المكانة الكبيرة التي باتت تحتلها وسائل الإعلام في المجتمع. وتضم الجزائر حاليا أكثر من 100 صحيفة بعدد سحب يفوق 4 ملايين نسخة في المجموع وهو ما من شأنه أن يساهم كثيرا في تجنيد وتعبئة الرأي العام الوطني للمساهمة في إنجاح المسار الديمقراطي ببلادنا.
الانتخابات تفرض نفسها
كشف الصحفي عبد اللطيف بلقايم من «الجزائر نيوز» أن تغطية التشريعيات لا تخضع لبرنامج معين أو خطة استثنائية داخل الجريدة التي يعمل بها وقال «الحدث هو الذي يفرض نفسه ويطغى على المادة الإعلامية بالنظر للاهتمام الكبير بالاستحقاقات والنتائج المتوقعة منها». وأضاف أن «التشريعيات القادمة تعتبر حدثا ونحن نخصص لها تقريبا كل يوم صفحة واحدة وتتجاوز ذلك إذا تتطلب الأمر». ورفض المتحدث التنازل عن القيم الإعلامية تحت أي طائل، موضحا بأنه كإعلامي سيكون محايدا دون الانحياز لأية تشكيلة سياسية أو التأثير على أي توجه معين. الصحافة الحزبية لن تقصي الآخرين
من جهته أكد الإعلامي رياض هويلي من صحيفة «صوت الأحرار» الناطقة بلسان حزب جبهة التحرير الوطني على تفتح الجريدة لكل التيارات الحزبية والسياسية بما فيها تلك المختلفة مع الأفلان لضمان الحق في معلومة متوازنة. وأوضح المتحدث بأن الجريدة مهتمة بكل الأخبار المتعلقة بالعملية الانتخابية في سياق الخدمة العمومية وقال أن كثرة التغطيات فرضت تخصيص 3 صفحات في بعض الأحيان للتشريعيات. وأيد الصحفي الانخراط في الدعوة لمشاركة مكثفة في الانتخابات من باب المصلحة العليا للوطن لأن التحولات العالمية وحساسية الأوضاع في المنطقة العربية تحتم على الإعلام التعامل بذاتية في بعض المواقف، لأن الصحافة العالمية وخاصة في الدول الأكثر ديمقراطية تنحاز لمصالح بلدها في الكثير من المواقف والملفات.
لا فرق بين الإسلامي والعلماني
أشار الصحفي حميد يس من جريدة «الخبر» ل «الشعب» إلى ضرورة ضمان تغطية جميع النشاطات السياسية المتعلقة بالانتخابات التشريعية دون تمييز، وقال أن «العلماني والإسلامي وحتى خطاب السلطة له مكانة في مساحات الجريدة، كما أننا لا نقصي أي طرف يشارك أو يقاطع الانتخابات». وأضاف «نخصص يوميا شريطا للتشريعيات بالإضافة إلى التنقل إلى مقرات الأحزاب للوقوف على حيثيات التحضيرات، وهذا في سياق التعامل مع الحدث». وقال المتحدث أنه لا توجد استراتيجية معينة للتعامل مع هذا الحدث ولكن أهمية الحدث يفرض نفسه ونرفض المزايدة أو الدعاية مثل بعض وسائل الإعلام لأن ذلك قد يؤثر سلبا على الرأي العام.
وعي المواطن يجبرنا على عدم توجيه المعلومات
أكدت الإعلامية كريمة بوعباش من جريدة «الفجر» على ضمان نقل جميع الأخبار المتعلقة بالتشريعيات دون استثناء موضحة بأن القسم السياسي ساهر على نقل أية معلومة. ودعت في سياق متصل إلى ضرورة التزام الحياد لأن المواطن الجزائري اكتسب وعيا ونضجا كبيرين في التعامل مع الملفات السياسية وخاصة الانتخابات، ومنه فتقديم المعلومات دون توجيه سيكون أحسن وسيلة للإقناع، فترك الاختيار للرأي العام أمر مهم .