مناصرة يرفض التمويل الأجنبي للعملية السياسية في الجزائر أعلن أمس رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، رسميا عن مشاركة حزبه في الانتخابات التشريعية المقبلة ودخول السباق نحو قبة البرلمان بقوائم في كل ولايات الوطن، وأبدى موقفه الرافض لحصول الأحزاب على تمويلات من الخارج. ففي ندوة صحفية عقدها في فندق السفير بالعاصمة وهي الأولى بعد انعقاد المؤتمر التأسيسي لحزبه أكد مناصرة مشاركة جبهة التغيير في تشريعيات 10 ماي القادم وقال أنها مستعدة لدخول هذا الاستحقاق بقوائم مرشحيها في كل ولايات الوطن.وبعد أن استعرض بإسهاب ما ترتب عن المؤتمر التأسيسي لجبهته من نتائج والتي من بينها عقد مجلسها الشوري لاجتماعه الأول بحضور أعضائه المائة وتشكيل المكتب الوطني المكون من 18 عضوا، أشار مناصرة إلى أن مجلس الشورى قد فوض صلاحية الموافقة على قوائم الترشيحات للمجالس الشورية الولائية، وجدد بالمناسبة المرافعة من أجل تقديم السلطات العمومية للمزيد من ضمانات النزاهة والشفافية وطالب في هذا السياق بالإسراع في تسليم الاعتمادات النهائية للأحزاب الجديدة وإشراك هذه الأخيرة في جميع مراحل العملية الانتخابية وعدم انتظار حصولها على الاعتماد النهائي. كما جدد المطالبة بتسليم الأحزاب قوائم الناخبين في كل البلديات من أجل تطهيرها والقضاء على شبهة التزوير التي تكتنفها بسبب ما عبر عنه بالتضخيم الحاصل في عدد الناخبين والذي قدره بين 2 إلى 5 مليون ناخب بسبب عدم شطب المتوفين ومغيري الإقامة وكذا وجود بعض أسماء وهمية، فضلا عن المطالبة بتوفير كل الشروط التي تمكن الأحزاب من المراقبة الفعلية داخل مكاتب التصويت، والاكتفاء بدعوة المراقبين الدوليين التابعين للهيئات ذات الخبرة في مراقبة الانتخابات. وفي ذات السياق ألح رئيس جبهة التغيير على ضرورة إبعاد الإدارة عن تنظيم الانتخابات وتمكين القضاء من الإشراف الحقيقي عليها لضمان النزاهة وحماية الديمقراطية، وضمان حياد وسائل الإعلام العمومي في تغطياتها وخص بالذكر التلفزيون ودعا أيضا إلى توفير الحبر السري لغطس أصبع الناخبين عوض الاعتماد على البصمة التقليدية، فيما جدد الدعوة إلى إبعاد تشكيل حكومة حيادية من شخصيات غير محزبة وغير مرشحة للانتخابات. وفي رده عن سؤال متعلق بموقفه من الاتهامات التي وجهتها الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون لبعض الأحزاب الإسلامية التي قالت أن قيادييها توجهوا إلى قطر سعيا للحصول على تمويلات، قال مناصرة '' نحن نرفض دخول المال الأجنبي في العملية السياسية في الجزائر '' مبينا بأن قانون الأحزاب يمنع التمويل الخارجي، ودعا كل من لديه دليل حول حصول مثل هذه التجاوزات التوجه إلى العدالة ولم يخف بالمناسبة أن يكون إطلاق مثل هذه الاتهامات لمجرد '' التشويش والتشويه''.وأثناء تطرقه للحديث عن مبادرات التحالف المطروحة حاليا رحب مناصرة بكل التحالفات المبنية على البرامج مبديا تحفظه على '' التكتل الإسلامي الذي دعا إليه عز الدين جرافة العضو القيادي في حركة النهضة بسبب عدم توجيه الدعوة - كما قال – لجبهة العدالة والتنمية لجاب الله'' كما أبدى موقفه الرافض لأي تحالف يسعى إلى غلق اللعبة السياسية. وفي رده على سؤال للنصر حول رأيه في تصريحات بعض رؤساء الأحزاب الذين بدأوا يجهرون بمعارضتهم لوجود أحزاب أصولية ( إسلامية ) ولا يترددون في إبداء مخاوفهم من احتمال '' استغوال '' الأحزاب السياسية ولجوئها هي الأخرى في حالة الفوز بالأغلبية في التشريعيات إلى غلق اللعبة السياسية، توقع مناصرة بأن نتائج الاستحقاق القادم لن تفرز أي حزب أو تيار مهيمن على أغلبية المقاعد في المؤسسة التشريعية المقبلة وقال '' لن يهيمن تيار واحد أو حزب واحد على المشهد السياسي مستقبلا في البلاد ما يفرض وجود تحالفات'' ليقينه كما قال أن الشعب الجزائري ليس شعبا أحاديا لكنه استدرك وقال '' سيكون هناك حزبان يشكلان الأغلبية'' ولم يتأخر أيضا في تقديم تطمينات للأحزاب المتخوفة من الإسلاميين بالقول '' لقد تحول التيار الإسلامي بأحزابه وشخصياته إلى الاعتدال والوسطية ولم يعد بينهم متشددون ولا خوف على التعددية والديمقراطية منهم'' ودعا الرافضين لوجود الأحزاب ذات المرجعية الإسلامية إلى إعادة فهم الإسلام وعدم التشبث بالمفهوم '' الكنسي '' للدين. ع.أسابع