اعتبر الخبير الاقتصادي الجزائري صالح موهوب ان من واجب الدولة ان تراقب ما يجري داخل اسواقها من غش وتقليد واستيراد ما هو منتج محليا وحذر من مخاطر التمادي في استيراد غير عقلاني خاصة في المواد الغذائية التي بلغت فاتورتها سقفا ينذر بالقلق. واشار في محاضرة القاها بمركز الشعب للدراسات الإستراتيجية يوم السبت الماضي حول تحليل الأزمة المالية العالمية وافاقها الى ان مواجهة اثارها التي تمتد لا محالة الى البلدان الصاعدة ولو بدرجات متفاوتة تتطلب لبلادنا توفير شرطين الاول وجود اقتصاد بمعنى الكلمة والثاني التسيير او الحكم الراشد مشيرا الى التبعات السلبية والمكلفة للانفتاح اللامضبوط للاقتصاد الوطني متسائلا ان كان من الجدوى استمرار النمط الاستهلاكي الحالي وطغيان الاستيراد المتوحش. وحتى ان كانت البلاد في مناى عن الازمة المالية العالمية الا انها ستتحول الى ضحية لها على اعتبار ان البلد هش ومعرض للصدمات الاقتصادية الخارجية باعتبار ان المسالة مرتبطة بتقلبات اسعار البترول التي تهاوت في ظرف قياسي فاقدة اكثر من خمسين بالمئة من اسعارها السابقة نتيجة بداية مرحلة كساد الاقتصاد العالمي ما ادى الى تراجع الطلب على المحروقات. وبعد ان قدم مسحا لخلفيات الازمة توقع المحاضر حدوث مفاجات اخرى كون هذه الازمة التي لاحت مؤشراتها في الواقع قبل حوالي سنة ولم تكشف بعد عن كل خباياها ما يتطلب البقاء على درجة من اليقظة لمتابعة التطورات وجمع المعطيات التي تساعد على اتخاذ القرار الصائب في حينه. الجزائر اذن معرضة للازمة من جانبين الاول ما يترتب عن تذبذب اسعار المحروقات وعدم استقرارها على مستوى مقبول والثاني الفاتورة الغذائية الباهضة والتي تصاعدت بشكل ينذر بالخطر في ظل افتقار البلاد لاقتصاد قائم على اسس سليمة اذ لا يزال يتغذى من الريع البترولي المرهون هو بدوره بالقدرة الشرائية للدولار. وبعد ان طمان بشان مصير الودائع المالية الجزائرية بالخارج وبالذات في البنوك الامريكية كون انها مرتبطة بضمانات تقدمها الخزينة الامريكية وان كان لا يستبعد تاثرها من حيث القيمة الشرائية نسبة الفوائد المعلنة عند الايداع وهي اصلا ضئيلة. امام وضع كهذا وما يحمله من مخاطر تكون لها تداعيات متعددة الجوانب توصل المحاضر الى ضرورة المبادرة باشاعة ثقافة الاعتماد على الذات او ما يصطلح عليه بالتشمير على السواعد فلا بديل عن رد الاعتبار للعمل فبالعمل وحده يمكن لبلد التزود بمقومات المناعة التي تضمن تفادي رياح ازمة هزت مضاجع انظمة اقتصادية عريقة وقوية.