أكد أمس السيد العيد زغلامي أستاذ بمعهد العلوم السياسية والإعلام، أن الأزمة الاقتصادية الراهنة أثبتت مدى هشاشة نظام البنك العالمي الذي دخل حيز التطبيق مع مطلع سنوات الأربعينيات، مشيرا إلى أن الانعكاسات الحالية التي تعيش تداعياتها عديد دول العالم، ما هي إلا دليل قاطع على اقتراب نهاية نظام ''بروتن وودز'' في انتظار خلق نظام دولي جديد يحكمه متعاملون جدد ويخضع لاستراتيجية وسياسة تستجيب لمتطلبات العصر. وجاء هذا على هامش الندوة التي نشطها الخبير المالي الدولي الدكتور صالح موهوبي بمركز ''الشعب'' حول تداعيات الأزمة المالية عبر العالم، حيث اعتبر السيد العيد زغلامي أن العامل الايجابي في نظام الاقتصاد الجزائري كونه غير مرتبط بالاقتصاد العالمي، وهو ما ساعد في تفادي الوقوع في شباك الأزمة، إلا أن ذلك لا يؤمن بلادنا على المدى البعيد ولا المتوسط، خاصة أن الجزائر تعتمد بصورة كبيرة على عائدات البترول، مما يضعها تحت رحمة تغيرات سعر برميل النفط. وأضاف المتحدث أن اللجوء إلى توظيف ما لا يقل عن 5 ملايير دولار سنويا لاستيراد المواد الغذائية، سيتسبب حتما في خلق أزمة مجاعة في الجزائر مستقبلا، بحكم استيرادها لأزيد من 50 بالمائة من احتياجاتها الغذائية، مما يجعل بلادنا رهينة تغيرات احتياط الصرف تبعا لانهيار قيمة الدولار. من جهة أخرى، حذر أستاذ العلوم السياسية والإعلام من قرارات الاجتماع الطارئ لدول الاوبك المزعم عقده في 26 أكتوبر الجاري، حيث ينتظر إعادة النظر في نسبة إنتاج البترول، مما سينعكس فورا على عائدات الجزائر النفطية، لاسيما أن اقتصادها الحالي يعتمد على التصدير بعملة الدولار في حين تتم عملية الاستيراد باليورو، وهما عملتان في صراع مستمر، وغير متعادلتين في القيمة. وفي الأخير، أكد المتحدث أن الجزائر بحاجة إلى اقتصاد وطني يعتمد على كفاءات وقدرات بشرية تسعى إلى التقليص من التبذير وتدعيم نسيج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لخلق الثورة الحقيقية. ------------------------------------------------------------------------