كشفت سامية بن مغسولة مستشارة وزير الشباب والرياضة عن أسفها للوضع الذي آلت إليه الرياضة الجزائرية، موضحة بان الكثير من العمل ينتظر القطاع لإعادة هيبتها، في ظل تراجع النتائج وغياب العناصر عن التتويج في مختلف المحافل. ودافعت المتحدثة في حديث خصت به «الشعب» عن انتقال الإطارات الرياضية من الميدان إلى الادراة وعن أولمبياد لندن ومستقبل الرياضة الجزائرية كانت لنا هذه الوقفة مع امرأة الظل التي صنعت أول نائب بطل عالم في السباحة سليم ايلاس. @ «الشعب»: هل من حقنا أن نلوم السيدة سامية بن مغسولة بعد تركها للعمل الميداني وانتقالها للادراة للعمل كمستشارة في وزارة الشباب والرياضة؟ @ @ سامية بن مغسولة: إن انتقالي للعمل في الادراة لم يكن سهلا أبدا لأن تجربة أكثر من 20 سنة في الميدان يصعب فراقها لكن التحولات التي تعرفها الرياضة وتطور أساليب التسيير جعلتني أقبل بالمهمة لاقتناعي بقدرتي على تقديم الإضافة للرياضة الجزائرية وإلا سأستقيل من المنصب. وما حفزني على قبول المهمة الجديدة هو غياب إطارات سبقت وأن عملت في الميدان، ما قد يكون وراء تراجع الرياضة في الجزائر ومنه فالجمع بين النظري والتجربة الميدانية قد يساهم في تطوير الرياضة الجزائرية واستدراك ما فات. الحمد لله، وجدت كل التجاوب من معالي وزير الشباب والرياضة السيد الهاشمي جيار الذي يأخذ بكل المقترحات والآراء الايجابية التي تصب في وضع أرضية احترافية للنهوض بالرياضة الجزائرية. @ من خلال تجربتك في الميدان، ما هي العوامل التي أدت إلى تراجع الرياضة الجزائرية وغيابها عن التتويج في المحافل الدولية؟ وهل من آمال في افتكاك ميداليات في أولمبياد لندن هذه الصائفة؟ @ @ أزمة الرياضة الجزائرية تتمثل في البحث عن النتائج فقط فالكل يلهث وراء النتائج مع إهمال التكوين والعمل القاعدي والبحث عن المواهب في الأحياء الشعبية والجزائر العميقة التي كانت الخزان الرئيسي لكل النجوم الذي عرفتهم الجزائر. واليوم يعمل البعض على التجول في أوروبا للبحث عن بعض المواهب والمجيء بها للظهور أمام الملأ والتباهي بالنتائج وكأن الرياضة الجزائرية بخير. ولا أود أن يفهمني الرأي العام خطأ فأنا لست ضد المغتربين وأشجع كل من يستطيع أن يقدم الإضافة للرياضة الجزائرية ولكن إهمال الرياضيين المحليين وحرمانهم من فرص البروز هو الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن وهو وضع يجب أن يصحح. يجب رد الاعتبار للأندية التي تكون على غرار نادي بناء الجزائر والناديت وغيرها من الفرق التي اندثرت. وأستبعد أن نحصل على ميداليات في أولمبياد لندن 2012 ليس من باب إحباط المعنويات ولكن منطقيا الفوز بالميداليات في الأولمبياد يحتاج لتحضيرات تتجاوز 3 سنوات وعلى أعلى المستويات وهو ما نفتقده حاليا كما أن المستوى الكبير الذي بلغته الرياضة العالمية يحتم علينا مضاعفة المجهودات للحديث عن انتزاع ميداليات في الأولمبياد. @ كيف تقيمين الرياضة النسوية في الجزائر، وما هي التحديات التي تنتظرها؟ @ @ لقد حققت الرياضة النسوية نتائج باهرة جدا ويكفينا فخرا أن أول ميدالية ذهبية في الأولمبياد كانت بفضل امرأة، «حسيبة بوالمرقة»، كما أن المنتخب الوطني للكرة الطائرة «إناث» يكون أول منتخب لرياضة جماعية يتأهل للأولمبياد وهو ما يؤكد العزيمة الكبيرة التي تحذو الرياضيات الجزائريات اللواتي يمكنهن الذهاب بعيدا شريطة توفير الإمكانيات والظروف الملائمة .