السباحة الجزائرية إلى الوراء اكتفت السباحة الجزائرية بلعب دور ضيف الشرف في منافسات الأولمبياد، أمام أنظار رئيس الاتحاد الدولي للسباحة مصطفى العرفاوي الذي لم يفهم ما يحدث في هذا الاختصاص.وعكس كل التوقعات لم يتمكن أي سباح جزائري من تخطي عقبة الدور الأول، في وقت كان بعض الملاحظين يفكر في إمكانية العودة بميدالية من هناك. * وخرج ممثلو الجزائر الخمسة في هذه المسابقة من الدور الأول، ولم يتمكن أي منهم من تحسين رقمه الشخصي وذلك أضعف الإيمان. * * وكانت الخيبة الكبيرة من السباح المخضرم سليم ايلاس، الذي شارك في اختصاص 50 مترا حرة وخرج من بعد أن احتل المركز السابع. * * وكان ايلاس يأمل في تحقيق نتيجة ايجابية وتكرار سيناريو أولمبياد أثينا حينما تمكن من مقارعة كبار النجوم في نهائيي 50 و100 م، لكن المفاجأة كانت كبيرة حينما خرج من الدور الأول.وقال ايلاس عقب نهاية المسابقة الخميس "لم أفهم مالذي حدث، انه تطور مذهل في المسابقة بل إن شكوكا تراودني بخصوص ذلك" موجها إيحاءات بتناول بعض السباحين للمنشطات. * * وكان ايلاس يأمل في إنهاء مشواره الأولمبي من الباب الواسع لكن الذي حدث كان مناقضا تماما. * * * كباب أخفق وحرم ايلاس من 100 م * * وفي وقت كان بعض الملاحظين يتحدث عن أن نبيل كباب سيكون أفضل خليفة لإيلاس، لم يكن الأمر كذلك فوق الميدان، حيث خرج كباب من مسابقة 100 م من الدور الأول بعد أن حل رابعا.ورشح أعضاء من اتحادية السباحة كباب إلى بلوغ النهائي خاصة بعد أن حل خامسا في بطولة العالم للحوض الصغير بمانشستر شهر مارس الماضي. * * ولأن كباب لم يحقق الحد الأدنى (أ) الذي يرشحه للمشاركة رفقة ايلاس في هذا الاختصاص، فكان لزاما على الجزائر اختيار سباح واحد، حيث تنازل ايلاس لكباب بعد إلحاح، خاصة وان سباق 100م يعتبر من أكثر المسابقات تشويقا ومتابعة. * * وكان بإمكان إيلاس المشاركة في هذه المسابقة وتحقيق نتائج أفضل خاصة في ظل الخبرة التي يتمتع بها، ليبقى ايلاس ينتظر ما ستسفر عنه انتخابات اللجنة الاولمبية الدولية في الأيام المقبل حيث يعتبر مرشحا للعضوية. * * * دايد بعيد عن الأضواء ومحرز وحمامة دون جدوى * * وابتعد دايد سفيان كلية عن الأضواء ولم يقدم ماهو منتظر منه، رغم انه السباح الجزائري الوحيد الذي شارك في مسابقتين الاولى في 100م والثانية في 200 م سباحة على الصدر.وإذا كان دايد قد صرح بأن دخوله في سباق 100م على الصدر كان الهدف منه التأقلم مع المنافسة الاولمبية تحضيرا لمسابقة 200م وهو الاختصاص المفضل لديه، لكنه في الأخير "خرج من المولد بلا حمص" مثلما يقال. * * ويبدو أن تحضيرات دايد لم تسر بالشكل الجيد خاصة وانه أجرى تحضيراته بجنوب إفريقيا بعيدا عن زملائه، رغم انه كان مرتاحا للغاية في فرنسا حيث كان يجري تحضيراته بطريقة جيدة.المشاركان الآخران لم يكن أحد ينتظر منهما أكثر مما قدموه، فمبارك محرز حل رابعا، بينما لم يستطع مهدي حمامة من تخطي حاجز الدور الأول وهو الذي تأهل في آخر الأنفاس ليشارك في أول أولمبياد له. * * * ميزانية كبيرة ونتائج ضعيفة * * وبالنظر إلى الإمكانيات الكبيرة التي وفرت لرياضة السباحة فإن النتائج كانت ضعيفة للغاية، فاللجنة الاولمبية خصصت أكبر نسبة من الأموال لهذه الرياضة ورياضة ألعاب القوى بالمقارنة مع الرياضات الأخرى.وحسب مصادر موثوقة فإن القيمة المالية التي صرفت على السباحين الجزائريين فاقت 250 ألف دولار دون ذكر المساعدات الممنوحة من طرف وزارة الشباب والرياضة والاتحادات الدولية. * * والنقطة الثانية التي أثارت الانتباه، هي غياب المديرة الفنية للمنتخب سامية بن مغسولة، التي فضلت البقاء في الدوحة على القدوم إلى بكين دون أن تذكر الأسباب الحقيقية.وإذا كانت سامية بن مغسولة قد أكدت في وقت سابق للشروق أنها مضطرة إلى السفر مع زوجها الذي يقيم بقطر، فإن مصادر عليمة بالشأن الرياضي في بكين، أكدت أن بن مغسولة تقدمت بعطلة مرضية للبقاء بجانب والدتها المريضة، قبل أن تتنقل إلى قطر للتفاوض مع اللجنة الأولمبية القطرية قصد العمل كمديرة فنية هناك، علما أن زوجها عبد السلام بن مغسولة يعمل كمحلل في كرة اليد لقناة الجزيرة الرياضية. * * * عالميا.. فيلبس أعظم رياضي أولمبي على مر العصور * * وعلى الصعيد العالمي وبعد نهاية منافسات السباحة، دخل السباح الأمريكي مايكل فيلبس تاريخ الألعاب الأولمبية من بكين، حيث أصبح أكثر الرياضيين تتويجا بالذهب الأولمبي بعدما رفع رصيده إلى 11 ذهبية، ماحيا الرقم القياسي السابق الذي كان بحوزة مواطنيه، السباح مارك سبيتز، والعداء كارل لويس، والعداء الفنلندي بافو نورمي، ولاعبة الجمباز السوفياتية سابقا لاريسا لاتينينا برصيد 9 ذهبيات. * * وتابع فيلبس هوايته في إحراز المعدن الأصفر والأرقام القياسية العالمية فظفر بذهبيتين، الأولى في سباق 200 م فراشة، والثانية في سباق التتابع 4 مرات 200 م حرة، مع رقمين عالميين، ليرفع رصيده إلى 5 ذهبيات في بكين حتى الآن. * وبات فيلبس على بعد 3 ذهبيات لتحطيم رقم قياسي آخر، هو عدد الميداليات الذهبية في دورة واحدة والمسجل باسم سبيتز في أولمبياد ميونيخ 1972.