هي إحدى النساء الجزائريات اللائي كافحن من أجل الدفاع عن حقوق فئة المعاقين وتحسين وضعيتهم دون أي تمييز وما تزال كذلك، استقبلتنا بمقر الجمعية ببن عكنون بكل حفاوة لتروي لنا مسيرتها المهنية خاصة بعد إصابتها بحادث مرور سنة 1994 وهي في سن العشرين، ولم يثنها ذلك عن مواصلة نضالها في الحياة كي تفرض نفسها في مجتمع لا يرحم، وتعمل على إرسال نداء هذه الشريحة للسلطات. إنها السيدة معمري عتيقة رئيسة الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة التي اقتحمت هذا الميدان في سنوات التسعينات، بعدما كانت معلمة تدرس على مستوى مدارس الأحياء الشعبية، خاصة بمدرسة ''كاميدوس'' بديار الكاف بباب الواد كونها كانت دائما تحب التقرب من التلاميذ المعوزين الساكنين بهذه الأحياء. وهذا ما ساعدها على الخوض في مهنة الدفاع عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة. كما أنها تحب التغيير والعدالة وتكره التهميش والحقرة، حيث أتيحت لها فرصة المشاركة في إتحادية المعوقين حركيا لولاية الجزائر العاصمة ثم انتخبت كرئيسة للفيدرالية منذ سنتين نظرا لعملها الدؤوب ونشاطها المثمر . وفي هذا الصدد، قالت معمري عتيقة في حديث خصت به ''الشعب '' إنه نتيجة توافد العديد من المواطنين من مختلف الولايات على مقر الفيدرالية، قررت تأسيس جمعيات عبر الولايات وببرنامج موحد يطبق على مستوى تلك الولايات. معربة عن افتخارها بتسمية الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة التي أضحت اليوم مهيكلة، ولديها ستة تنسيقيات جهوية وهي كل من تنسيقية جيجل شرق 02 وشرق 01 بقسنطينة وتنسيقية الجنوب والجنوب الغربي، وكذا تنسيقية الغرب والوسط الذين يمثلون ثلاثين ولاية. زيادة على ذلك، أضيفت ثلاثة عشرة جمعية وطنية وهي فيدراليات مرض التوحد، المكفوفين، الصم والبكم وجمعية مرض النخاع الشوكي، والضمور العضلي وغيرها من الجمعيات. وهذا قصد المساهمة في تكوين أرضية العمل من أجل تطبيق الاتفاقية الدولية المتعلقة بالأشخاص المعاقين. وفي هذا السياق، تأمل رئيسة الفيدرالية أن يصبح الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة فاعلين في المجتمع، ويغيروا حالتهم عبر تجسيد أحلامهم ومشاريعهم، سيما وأن مجتمعنا متضامن مع هذه الفئة قائلة: ''بالرغم من غياب التسهيلات من وسائل النقل والتمدرس فإننا نشاهد مساعدة شباب الأحياء للمعاقين، يجب أن نحافظ على هذه الخصوصية''. وقد تأسفت محدثتنا منذ ترأسها الفيدرالية الجزائرية للأشخاص ذوي الإعاقة عن ظاهرة الحرقة، وهروب الشباب إلى الخارج بدل أن يبقوا في الجزائر ويبنوا أحلامهم بها كي تصبح مقصد السياح من كل حدب وصوب، عوض النقد الهدام والنظر للحياة بسلبية. عين على المعوقين الماكثين في المنازل وبالرغم من انشغالات السيدة معمري، إلا أن همها الوحيد هو التفكير في الآلاف من المعوقين القابعين في المنازل ولم تعط لهم فرصة الخروج والتنزه والتحدث مع المواطنين وإعطاء صوتهم. منوهة بالأمهات اللائي يتكفلن بأطفالهن ذوي الإعاقة الثقيلة، إضافة إلى المسؤولية المزدوجة في تسيير عائلة كاملة. واصفة إياهن بالبطلات ومجاهدات الحياة اللائي يستحقن التكريم بمناسبة اليوم العالمي للمرأة. وتقديم لهن الدعم كي تتحسن وضعيتهن الاجتماعية. خاصة وأن المرأة المطلقة ولديها ابن معاق لا تكفيها النفقة، مطالبة بإعادة النظر في هذه النقطة وتكييف النفقة على حسب احتياجات الطفل المعاق لأن هناك أمهات يعانين. وكشفت في هذا الإطار، رئيسة الفيدرالية أنها بصدد التنسيق مع جمعية النساء لتحسيسهم بوضعية هاته النساء اللائي لديهن أطفال معاقين وأخذهن بعين الاعتبار. مؤكدة أن وضعية المرأة كارثية ولم تتحسن وليس لها حقوق، وهذا ما نراه يوميا في بيئتنا. بالرغم من القوانين الصادرة إلا أن المرأة تجد نفسها في المنزل تتعرض للعنف الجسدي والنفسي الممارس من طرف زوجها، ويبقى الأطفال دائما ضحية. وترى معمري أن المرأة قادرة على اقتحام ميدان السياسة إن منحت لها الفرصة ولا تحتاج إلى الأبوية. فقد تحملت مسؤولية ثقيلة في تربية الأجيال فكيف لا تستطيع ممارسة السياسة. مفيدة: ''من يقول إن المرأة عاجزة عن دخول المعترك السياسي فهم يخافون على مناصبهم.''داعية إلى تكريم المرأة الجزائرية كونها المشاركة في إحلال السلم الاجتماعي وإطفاء نار المشاكل''. وفي ردها عن سؤالنا حول الانتخابات أجابت محدثتنا أنه يجب تثبيت حق فئة المعاقين في التصويت كي تظهر كفئة معينة تطلب المواطنة عبر حقها في التصويت. مطالبة بضرورة اقتراب مكاتب الاقتراع من هذه الفئة كي يؤدوا واجبهم الانتخابي كأي مواطن عادي، وبهذه الطريقة تحفز العائلات على الإدلاء بأصواتهم ويخلق لديهم أمل في أنه ستقدم حلول جدية لتحسين وضعية ابنهم المعاق. وبالمقابل، وجهت رسالة للنواب كي يقدموا أفكارا جديدة ويتقربوا من الشعب ويكونوا قوة اقتراح حلول لفائدة شريحة ذوي الاحتياجات الخاصة، عوض استغلال منصبهم للحصول على امتيازات دون التفكير في انشغالات المواطن البسيط. كما لا ينسوا أنهم انتخبوا من طرف الشعب. مشيرة إلى أنها لو أدركت أن الساحة السياسة نظيفة لاقتحمت عالم السياسة لأنها الوسيلة الكفيلة بإيصال صوت المعاقين وتقديم اقتراحات لصالحهم. واختتمت السيدة معمري حديثها معنا بأنها ستواصل مسيرتها في الدفاع عن حقوق هذه الفئة المهمشة اجتماعيا.