400 ألف علبة جديدة من «كلوروكين» قريبا طمأن عبد الواحد كرار رئيس الاتحاد الوطني لمتعاملي الصيدلة، بوفرة مخزون أدوية يغطي فترة لا تقل عن 9أشهر، بما يسمح بتجاوز فترة أزمة فيروس الوباء، وكشف عن طلب وزارة الصحة من الهند لاستيراد المادة الأولية التي تدخل في صناعة دواء «هيدروكسي كلوروكين»، الذي أثبت فعاليته في علاج الفيروس التاجي «كوفيد 19»، من أجل صناعة 400ألف علبة تضاف إلى 300ألف علبة متوفرة من هذا الدواء، ولم يخف كرار وجود سوق موازية أثرت كثيرا على صناعة المواد شبه الصيدلانية. «الشعب»: في ظل تهديدات فيروس «كوفيد 19»، مامدى استعداد متعاملي الصيدلة لتغطية الطلب؟ - عبد الواحد كرار: منذ ظهور الأزمة، بحثنا مع جميع المنتجين المنخرطين في الاتحاد الوطني لمتعاملي الصيدلة وتأكدنا من حوزتهم على احتياطي يغطي الاحتياجات، علما أن القانون ينص على ضرورة توفر المخزون لتغطية مدة لا تقل عن 3 أشهر، وتأكدنا أن الصناعة الصيدلانية لديها مخزون يغطي فترة تتراوح من 6 إلى 9 أشهر من مواد مصنعة جاهزة، وأعتقد أن هذه الكميات سوف تسمح بتجاوز أزمة فيروس «كورونا»، وأتمنى أن نتجاوز الوباء في ظرف زمني قصير، ولا يخفى أنه في العالم يوجد دولتين تصدران المواد الأولية التي تدخل في صناعة الدواء، لكن الهند فجأة توقفت عن تصدير بعض المستحضرات من أجل الاحتفاظ بها لسوقها الداخلية لمواجهة خطر « كوفيد 19». حماية الأطباء أولوية هل يوجد نقص في بعض الأدوية امام الأزمة العالمية الراهنة؟ قبل تفشي الفيروس وبروز الأزمة، كان يسجل ليس في الجزائر وحدها بل في العالم نقص في العديد من أنواع الأدوية أي في الفترة الممتدة ما بين 2017 و2019، وذلك راجع لاسباب أخرى من بينها أن الجزائر توجد في مرحلة حاسمة، تتمثل في عملية تنظيم وارداتها وتعويض كميات معتبرة من الواردات بالمنتوج الوطني، لأنه صار يطبق بصورة علمية مدروسة بدقة. ورغم أنه يسجل تذبذب ونقص في بعض الأدوية لكن الظرف الحالي يتطلب التركيز على مواجهة أزمة فيروس «كوفيد 19»، أمام صعوبة توقع تطورات الوباء في الأسابيع المقبلة والتي نتمنى أن تكون آثارها خفيفة، إلا أنه ينبغي العناية الفائقة بحماية الأطباء، لأنه سجلت في بلدان أوروبية على غرار «بولونيا» أن مستشفيات أغلقت أبوابها بسبب عدم حماية الأطباء. ارتفعت أسعار الكمامات الطبية والقفازات والمطهرات الكحولية، ما هو السبب؟ يمكن الحديث عن عاملين رئيسيين، فعلى مستوى العالم يمكن القول أنه، تسجيل ارتفاع كبير في الأسعار بسبب وجود كميات قليلة و جميع دول العالم تبحث عنها لاقتنائها، بينما على الصعيد المحلي لا نخفي وجود مضاربين في السوق المحلية رفعوا الأسعار، هذا من جهة ومن جهة أخرى عندما يكون الطلب كبير فإن الأسعار ترتفع والعكس صحيح، والجدير بالإشارة فإن كلفة النقل تضاعفت 6 مرات حيث نقل البضائع يكلف 10 دولار للكيلوغرام الواحد. ولا اخفي وجود مضاربين وسوق موازية حيث بعض تجار الجملة في المواد شبه صيدلانية لا يتعاملون بالفاتورة، لذا لم نكن نصنع في السابق مختلف المعقمات والمطهرات الكحولية، وللأسف فإن السوق الموازية أثرت سلبا على السوق، لكن في ظل حاجة المستهلك إليها أعدنا النظر لتموين السوق. ماهو المطلوب اليوم من منتجي الأدوية؟ أستعمل «هيدروكسي كلوروكين» في الصين وأعطى نتائجا إيجابية بعد 6 أيام، لذا ينصح أن يستعمل الدواء مبكرا لأنه ثبت بعد أن يتناوله المريض بأيام لن تنتقل العدوى إلى محيطه، علما أن هذا الدواء استعمل في علاج النقص في المناعة وأسفر عن نتائج جيدة، أي اليوم لا نتكلم عن دواء جديد لأنه استعمل في السابق في علاج عدة أمراض، وبالنسبة في علاج فيروس «كورونا»، فقد أفضى إلى نتائج إيجابية بعد 10 أيام من تناوله من طرف المرضى. واستعمل هذا الدواء في الهند كدواء وقائي وكانت نتائجه إيجابية. يذكر أن وزير القطاع كان قد أكد وفرة أزيد من 300ألف علبة هيدروكسي كلوروكوين، يمكنها معالجة 300ألف مريض، وبالموازاة مع ذلك طلبت وزارة الصحة الجزائرية من الهند التي أوقفت وارداتها تصديرها للمادة الأولية التي تدخل في إنتاج هذا الدواء، من أجل أن تصنع الجزائر ما لايقل عن 400ألف علبة. ماهي الدروس التي يمكن استخلاصها من الوباء؟ لايخفى أن العالم تغير سلوكه أمام هذه الجائحة، وكل دولة حولت كل ما تنتج من أدوية ومواد أولية لاستهلاكها المحلي، هذا ما يدفعنا إلى ضرورة إعادة النظر في إستراتجيتنا من أجل تقوية الصناعة المحلية والحفاظ على النظام الصحي الذي أنفقنا عليها في الماضي الملايير من دون أن تحقق النتائج المرجوة، والخطوة الأولى تتمثل في ضرورة عودة ثقة المستهلك في المنتوج المحلي، وكذا تقوية النظام الوقائي للجزائريين، لأن الصحة تعد الأساس وحتى نصل إلى مرحلة أن الجزائري عندما يمرض لا يتخوف وتغمره ثقة وارتياح، وأنصح فوق كل ذلك بإتباع الجزائريين لنظام صحي غذائي.