مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يتخوف المواطنون من موجة غلاء تطال المواد الغذائية واسعة الاستهلاك ومختلف السلع من خضر وفواكه ولحوم، خاصة في ظل الوباء وتسببه في أزمة شغل كبيرة، حيث باتت أغلبية العائلات منذ بداية تطبيق الحجر الصحي على عتبة ضائقة ومأزق يصعب الخروج منه. تبرز هذه المعاناة، سيما لدى العائلات التي انقطعت مداخيلها منذ تطبيق الحجر الصحي، خاصة وأن بعضهم خسر عمله بسبب ما خلفه الوباء من خسائر لأصحاب الشركات الخاصة والتجار والمطاعم والمقاهي وقاعات الحفلات، وآخرون كانوا يكسبون قوت يومهم من خلال نشاطات حرة مختلفة أصبحت الآن مستحيلة بعد تعليق الكثير من النشاطات، في إطار الإجراءات المتخذة للحد من انتشار فيروس كورونا في الجزائر. a وتساءل المواطنون، عن مصيرهم في حال استمر هذا الوضع الصعب وطالت مدة الحجر الصحي في ظل عدم وجود دخل يسمح بضمان الاحتياجات اليومية، معبرين عن تخوفهم من الدخول في أزمة فقر وجوع لم يسبق وأن عاشها الجزائريون من قبل، خاصة وأن أسعار المواد واسعة الاستهلاك ترتفع أسعارها مع اقتراب شهر رمضان، بما يزيد الضغوط المعيشية عليهم. ليأتي الفرج بعد إقرار رئيس الجمهورية منحة 10 آلاف دج لفائدة العائلات المعوزة، في إطار التضامن مع الأسر المحتاجة المتضررة من تدابير الوقاية من كوفيد-19، بدلا من 6000 دج. وهو قرار وإن أثلج صدور الكثيرين، إلا أن يمكن ألا يشمل الكثير منهم، كونهم غير مسجلين على مستوى البلديات التي ستعمد إلى صرفها بناء قوائم جاهزة للعائلات المعوزة المسجلة والمعروفة لديها بسبب مداهمة الوقت، خاصة وأن شهر رمضان على الأبواب، أو بالتنسيق كذلك مع لجان الأحياء. من جهته طمأن رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار، المواطنين بعدم تسجيل ندرة في المواد الغذائية وأن المخزون سيكفي إلى غاية نهاية 2020 بما في ذلك اللحوم، بالاضافة إلى الخضر والفواكه، كون أغلب الفلاحين غرسوا المزروعات بكمية وفيرة، وهو ما يساهم في تلبية جميع الحاجيات. ودعا بولنوار إلى الابتعاد عن اللهفة والتحلي بالوعي والتعقل، خاصة في هذا الظرف الصعب، الذي يقتضي أن يكون فيه جميع المواطنين متضامنين أكثر من أي وقت سابق، موضحا أن زيادة الطلب على المواد الغذائية في شهر رمضان يفتح المجال للمضاربة. واعتبر رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، ارتفاع الأسعار في شهر رمضان مرهونا بتصرفات المستهلكين لأن زيادة الطلب غير المبرر أسبوعا قبل الشهر المبارك سيؤثر على أسعار بعض المنتجات باستثناء المواد المدعمة والمسقفة، مشيرا إلى أن الأسعار ستشهد انخفاضا مع مرور الأيام الأولى من رمضان، خاصة وأن أسواق التجزئة ستبقى مفتوحة، رغم أزمة الوباء.