ستلتهم مائدة رمضان هذا العام أزيد من 70 بالمائة من رواتب الجزائريين، في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية والخضر والفواكه التي بلغت أعلى مستوياتها حتى قبل حلول الشهر الفضيل. وحسب ما كشفه الناطق الرسمي باسم اتحاد التجار والحرفيين الجزائريين، الحاج الطاهر بولنوار، ل ”الفجر”، فستخصص العائلات الجزائرية ما يزيد عن 70 بالمائة من دخلها الشهري لتزيين مائدة الإفطار في رمضان، والتي تعد مصاريف ”معتبرة” باستحواذها على أكثر من نصف الراتب. وقال ذات المتحدث إن مائدة رمضان تشكل جل اهتمام المواطن الجزائري خلال شهر الرحمة، حيث لا تزال اللهفة ترافق الجزائريين كلما حلّ رمضان، فيركضون وراء بطونهم منذ الساعات الأولى للصباح بحجة الصيام، فينفقون معظم دخلهم من أجل تزيين مائدة الإفطار لكل ما لذّ وطاب. وأوضح بولنوار أن 30 بالمائة المتبقية تنفق على النقل والملابس وغيرها من حاجيات العائلة الأخرى والمستلزمات المتبقية، خصوصا بعد أن أصبحت معظم العائلات الجزائرية تبتاع ملابس العيد لأبنائها قبيل شهر أو شهرين عن حلول الشهر الكريم، في محاولة للتقليل من المصاريف التي يتطلبها هذا الشهر. من جهة أخرى، دعا بولنوار إلى ترشيد الإنقاق والابتعاد عن اللهفة والتبذير التي تستفحل في رمضان، خاصة ظاهرة رمي الخبز، إذ يلقي الجزائريون ما بين 10 إلى 20 مليون خبزة في رمضان يوميا من مجموع 50 مليون خبزة مقتناة. إذ تناشد جمعيات حماية المستهلك إلى جانب اتحاد التجار المواطنين للتعقل في الاستهلاك وتغيير سلوكاتهم، لكي لا يتسببوا في أزمة توفير المواد الغذائية والمنتجات، داعين إلى تجنب التبذير والإسراف، في ظل انهيار القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، داعين إياهم إلى استغلال هذا الشهر للعبادة والصحة عوض التعرض للتخمة التي يصاب بها الكثيرون بالخصوص خلال الأيام الأولى من الشهر الفضيل.