ثمنت رئيسة جمعية «حورية» للمرأة الجزائرية عتيقة حريشان، الإجراءات الوقائية والاحترازية المتخذة من طرف الدولة والتي اعتبرتها استباقية، حيث لم تنظر انتشار الوباء لتفعيل خطة مكافحة الوباء، منوهة في ذات السياق بتخصيص المرأة بإجراءات خاصة كالمرأة المربية والحامل، كاشفة ان الجمعية ومنذ بداية الأزمة الصحية الاستثنائية عملت على تكييف نشاطها ليتلاءم والوضع الراهن الذي تعيشه الجزائر. اعتبرت حريشان في تصريح ل «الشعب»، تسيير الدولة للأزمة الصحية الاستثنائية مثاليا، مقارنة بما شهدته دول أخرى، حيث بادرت بوضع خطة عمل قبل ظهور اول إصابة وتسخير الإمكانات اللازمة، سواء طبية او بشرية، وهي إجراءات استباقية ساهمت في الحد من انتشار الوباء، خاصة ما تعلق منها بفرض الحجر الصحي وتسريح العمال والإبقاء على الحد الأدنى من الخدمات، مؤكدة ان الخبراء أثنوا على نجاعتها بفضل عدم انتظارها ارتفاع عدد الإصابات لفرضه. وكشفت أن جمعية «حورية» تعاملت بإيجابية مع الازمة الصحية الاستثنائية بسبب فيروس كورونا المستجد حيث بادرت في نشر بيان يحث المواطنين على التحلي بالوعي لمكافحة انتشار الوباء، مركزا على تحسيسهم بضرورة اتباع الارشادات الطبية وكل الإجراءات الوقائية، وحثهم كذلك على الالتزام بالحجر المنزلي والتباعد الاجتماعي من خلال البقاء في البيت والخروج منه الا لضرورة من اجل تطويق الوباء ومحاصرته والحد من انتشاره. وفي مرحلة ثانية أطلقت الجمعية حملة وطنية تحت شعار «حورية معاك في الدار» فيها مجموعة من المضامين والمحتويات الفكرية والتربوية لتعزيز قيم التواصل الاسري، فيها أيضا سلسلة من الورشات التفاعلية المباشرة تم اختيار توقيتها بعناية تكون المرأة فيها متفرغة، ففي الأسبوع هناك بث مباشر من خلال نشر فيديوهات يومي الثلاثاء والخميس على الخامسة مساء والتاسعة ليلا، يعنى بالجانب الصحي من إرشادات طبية للوقاية من الفيروس وكذا يتحدث فيها المختص عن الغذاء الصحي الذي يساعد على تعزيز مناعة الجسم بعدم الاسراف في استهلاك المأكولات المعلبة والتركيز على الطبخ المنزلي الصحي، الى جانب كل ما يتعلق بالأسرة من ثقافة وتربية وارشاد، مؤكدة انها فرصة لكل امرأة جزائرية لتساهم في توعية النساء. وترى عتيقة حريشان ان دور المرأة في هذه الازمة محوري ويقع عليها عبئ كبير جدا فمع دخول الجزائر في هذه الازمة الصحية الاستثنائية توسعت مهامها وأصبحت مسؤولة عن تسيير اسرة لم يتعود افرادها البقاء في البيت لفترة طويلة معا، لذلك كان عليها لعب الدور التحسيسي والتوعوي ووالوقوف على احترام إجراءات الوقاية من طرف افرد اسرتها. وبحسب المتحدثة، فإن الحملة الوطنية «حورية معاك في الدار» ومن خلال الورشات التي ينشطها أطباء ونفسانيين ومدربين دائما توجه الاسرة خاصة الزوجين الى التعاون بين الاب والام، فكثير من الأزواج لاحظ بعد بقائهم في المنزل بسبب الحجر الصحي مدى مشقة الدور الذي تلعبه الزوجة اوالام في إدارة الاسرة والمحافظة عليها،لذلك اعتبرتها فرصة ليراجع الزوج دوره في البيت ليكون متعاونا مع زوجته ما يعطي الابناء ثقة اكبر ونظرة إيجابية للحياة الزوجية. الى جانب الحملة التحسيسية بخطورة الوباء وضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية الاحترازية، قالت ان الجمعية شاركت في هبة التضامنية التي عرفتها مختلف القطاعات للتخفيف من اثارها على الفئات الهشة، حيث تساهم الفروع الجهوية لجمعية «حورية» في الكمامات وإيصال المواد الغذائية للأسر المعوزة في مختلف الولايات التي عرفت حالات إصابة بالفيروس.