توقع وزير الطاقة والمناجم محمد عرقاب، أن تنتعش أسعار النفط بداية من شهر ماي، مباشرة مع دخول اتفاق تخفيض الانتاج حيز التنفيذ، وبداية الرفع التدريجي للحجر في كثير من البلدان، بما يعيد الطلب على المواد الطاقوية الى مستوياته العادية، متوقعا ان يصل الى حدود الاربعين دولارا، في الثلاثي الثاني، ويتجاوز الخمسين دولارا في السداسي الثاني من عام 2020. و اكد عرقاب لدى حلوله ضيفا على برنامج ضيف الصباح على الاذاعة الجزائرية أن الجزائر تتجه نحو نظام طاقوي جديد يستند على الصناعات التحويلية والطاقات المتجددة، كاشفا عن شراكة بين سوناطراك وسونلغاز لإنتاج 4 الاف ميغاواط من الطاقات المتجددة. وقال ضيف الصباح إن التراجع غير المسبوق في اسعار النفط كان جراء تراجع الطلب بسبب وباء كورونا وبسبب فشل اجتماع مارس الذي لم يتمكن من خفض الانتاج، مما سبب صدمة كبيرة للدول المنتجة داخل اوبك وخارجها، مضيفا ان تواصل الانتاج وانخفاض الطلب بسبب الجائحة ، ادى الى انهيار غير مسبوق في اسعار النفط، مما حدا بمنظمة اوبك وشركائها من منتجين من خارجها الى اتخاذ قرارات وصفها بالتاريخية وعلى رأسها تخفيض الانتاج ب23 بالمائة لكل دولة متوقعا ان تؤدي هذه القرارات مع دخولها حيز التنفيذ بداية شهر ماي الداخل الى انتعاش في الاسعار متوقعا ان تتراوح بين 35 و38 دولارا للبرميل وقد تصل الى حدود 40 دولارا في الثلاثي الثاني من هذه السنة. وأضاف أن الأسعار يمكن أن تصل إلى المستويات التي عهدناها خلال السداسي الثاني من السنة الماضية وبداية السنة الجارية قبل تفشي وباء كورونا والتي كانت في حدود 50 الى 60 دولارا للبرميل، مبديا تفاؤله بخصوص سعر النفط والقرارات التاريخية وعودة الحياة تدريجيا الى طبيعتها وعودة الطلب الى مستوياته العادية. كما جدد عرقاب تأكيده ان تكلفة البترول الجزائري في حدود 14 دولارا للبرميل، بينما تنخفض التكلفة في حقول حاسي مسعود (وهي المصدر الاهم) الى 5 دولار للبرميل، داعيا في هذه السياق الى تجنب المعلومات المغلوطة والاتجاه الى وزارة الطاقة او شركة سوناطراك للحصول على المعلومات المؤكدة بكل شفافية، مؤكدا ان شركة سوناطراك في وضع مريح بدون ديون داخلية ولا خارجية ومتمكنة من وسائل الانتاج ولديها اسطول بحري كبير، مما يجعلها في وضع جيد للتصدي لأزمة انهيار الاسعار، كاشفا عن استباق الجزائر لهذه الازمة بتخفيض النفقات الخاصة بالتسيير والاستثمار ب8.3 مليار دولار هذا العام، مضيفا ان هذه النفقات لن تلغى بل تؤجل الى غاية انتعاش الاسعار. كما اكد ضيف الصباح ان الجزائر تتجه الى بناء نموذج طاقوي جديد كاشفا عن شراكة بين وزارته ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي ووزارة البيئة، لتطوير الصناعات التحويلية وبناء نظام طاقوي يعتمد على الطاقات المتجددة.