جاء تمديد الحجر 15 يوما أخرى، ليضع النقاط على الحروف بأن استئناف بعض النشاطات التجارية، كخطوة استباقية للحد من أثار الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المترتبة عن الحجر الصحي، لا يعني تجاوز الوباء والخطورة التي قد يشكلها في أي لحظة، بسبب عدم احترام قواعد الوقاية. استئناف بعض النشاطات التجارية، هو استجابة لمطلب ملح من شريحة عريضة تكسب قوتها من عملها اليومي، والتي ازدادت معاناتها في ظل استمرار الحجر. في حين اعتقد البعض بأنها نهاية الحجر وتجاوز لمرحلة تفشي الوباء، لاسيما وأن الجزائر وبفضل الإجراءات المنتهجة تفادت الذروة، وهو على الأقل ما يوحي به تراخيهم وخروجهم المكثف للشوارع، دونما احترام مسافة التباعد وارتداء الكمامات بالنسبة لغالبيتهم. من هذا المنطلق، بدا التمديد بأسبوعين كاملين مفاجئا للبعض، رغم أن سلوكات المواطنين تغيرت بدرجة كبيرة خلال الأيام الأخيرة التي سبقت الشهر الفضيل، وكذلك الأيام الأولى منه، بخروج مكثف والوقوف في طوابير لا تنتهي، من أجل شراء «الزلابية» و»قلب اللوز»، معيدا إلى الأذهان صور طوابير لا تنتهي من اجل اقتناء مادة السميد. 510 إصابة في أول أربعة أيام من رمضان صحيح أنه تم التصرف بحكمة، وتحقق نجاح بقدر كبير في تفادي الذروة التي كانت ستكون صعبة لولا هذه الإجراءات، إلا أن هذا النجاح والجهود قد تنسفها تصرفات المواطنين بعدم احترام إجراءات التباعد والحجر المنزلي، والخروج إلا للضرورة، لاسيما وأن فيروس «كوفيد-19» أثبت شراسته، وانه لا يهزم بسهولة ولا يتكسر إلا على صخرة التباعد والتزام البيوت قدر الإمكان. السلوكيات السلبية والاعتقاد بتجاوزنا الوباء، خطأ قد يكلف ثمنا باهظا، هذا ما يكرره الأطباء الذين صدموا لحشود المواطنين في الشوارع والمحلات، في الوقت الذي تسجل فيه الجزائر إصابات بشكل يومي، آخرها 35 إصابة فوق المائة، مسجلين 510 إصابة جديدة في الأيام الأربعة الأولى من شهر رمضان الكريم، فيما فاقت الحالات الخاضعة للعلاج 7 آلاف حالة، في انتظار تأكيد الإصابات من عدمها.