لم يقف الأطباء والأخصائيون على هامش الأزمة الصحية، فموازاة مع مواجهة الأخصائيين في الأمراض للوباء، يساهم زملاءهم في تخصصات أخرى بطريقتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إما بالمشاركة في مواقع متخصصة، أو من خلال صفحاتهم وحساباتهم، ولعل ابرز رسالة يوجهونها بعد اول يوم من رمضان التحذير من الخروج ليلا وخرق الحظر، عدم احترام التباعد وارتداء الكمامات في النهار. الأطباء وباعتبارهم مواطنين، يخرجون ويلاحظون يوميا السلوكات، والتراخي الكبير بعدما تم احترام إجراءات الحجر الصحي قبل تخفيفه، كإجراء احترازي. وبالفعل نجح الى حد كبير في البداية، لاسيما بعد مرافقته بإجراءات اخرى حاسمة اتخذت بعد أسبوع من تسجيل اول اصابة، على غرار إقرار عطلة مسبقة لكل الأطوار التعليمية والجامعات، وإخضاع القادمين من الخارج الى حجر صحي لمدة أسبوعين، قبل التوقيف الكلي للرحلات، عدا تلك التي تنقل الجزائريين العالقين في المطارات، إلى جانب تلك التي تقوم بنقل طلبيات الجزائر من مواد صيدلانية وأجهزة كشف وكمامات، وتوقيف النقل وإقرار حجر كلي على منطقة التفشي الأولى ممثلة في البليدة. هذا التحكم في الوضع والتسيير الجيد للأزمة وتجنب الكارثة، عوض ان يكون عاملا محفزا على الصمود والاستمرار في احترام صارم للحجر لرد الوباء، أصبح عامل تراخٍ، فاكتظت الشوارع والأسواق مجددا، وتكونت مجموعات من الأفراد مجددا تقف على أرصفة الاحياء، والخروج العشوائي الذي يؤكده ازدحام حركة المرور، وكذا الخروج خلسة ليلا في بعض الأحياء رغم التحذيرات. رمضان لايزال في اول أيامه، وعلى المواطنين عموما والشباب خاصة إنجاح الخطوات المبذولة للحيلولة دون ان تكون للفيروس نتائج وخيمة على عائلاتهم، التي قد يكونون السبب الأول في إيذائها وإلحاق الضرر بها، وكذا العمال الذين يعانون من توقف نشاطهم، هم مسؤولون اليوم مسؤولية أخلاقية عن وضعهم المزري، لأن عدم احترام الحجر يعني استمراره لمدة أطول، وما عليهم إلا المزيد من الصبر، ليساهم كلّ من جهته في تجاوز الوضع الراهن.