البلاد - م.بهاء الدين - طغت مظاهر التزاحم على فضاءات التسوق في رمضان وكسرت معها أهم اجراءات التباعد الاجتماعي التي يوصي بها خبراء الصحة لمواجهة انتشار وباء كورونا. واضطرت قوات الأمن والدرك الوطني في الكثير من الولايات للتدخل لتنظيم طوابير المواطنين. وأمام هذا الوضع تعالت أصوات الأطباء والسلطات لحث المواطنين على التحلي بالانضباط واليقظة والالتزام بالتباعد الاجتماعي في ظل ظروف تفشي فيروس "كوفيد 19" المستجد. وأظهرت مقاطع فيديومن عدة ولايات مدى اندفاع المواطنين في أول أيام شهر رمضان المبارك نحو الأسواق متناسين أزمة وباء كورونا التي يعاني منها العالم بأسره منذ عدة أشهر. ويلاحظ في تلك المقاطع أعداد كبيرة من المواطنين في الأسواق وأمام المحلات التجارية خاصة محلات الزلابية متزاحمين ولا يضعون الكمامات الواقية على ما يبدو لعدم وجود تعليمات تلزمهم بذلك، وإنما ترك الأمر لمن يرى ضرورة في ذلك. الباعة والمتسوقون في زحام متواصل في المحالات التجارية وأمامها دون الانتباه إلى ضرورة التباعد فيما بينهم وفقا لتوصيات الحكومة والأطباء ومنظمة الصحة العالمية على مسافة مترين تجنبا لانتقال العدوى من مصاب إلى سليم. وفي هذا الإطار حذّر الأطباء من حالة "الاسترخاء الاجتماعي" في الأسواق والفضاءات التجارية. وقالوا إن الازدحام في الأسواق أو حتى الأفراح التي تقام في البيوت أو على الأسطح، قد تؤدي إلى زيادة فرص انتشار فيروس كورونا المستجد. ويرى مختصون أن نتائج تعديل مدة الحجر الصحي الذي أقرته الحكومة مع حلول شهر رمضان سوف نراها بعد 14 يوما من الآن، وهو ما يتزامن مع النصف الثاني من شهر رمضان، مؤكدين أن الأمر لا يتعلق بعلوم دقيقة، بل إن المجال الطبي تميزه أمور بيولوجية وتجارب طبية نقف على نتائجها تدريجيا، مشبهين تجربة الحجر الصحي، كالدواء الذي ينصح به الطبيب لمريضه ليتعافى، ليمدد له في مدته إن تطلب الأمر ذلك أو ينقطع عنه عند تسجيل آخر النتائج الإيجابية. وأكد الأطباء أن تخفيف إجراءات الحجر الصحي "قرار جد صائب"، لأن القاصد لأسواقنا في هذه الفترة يقف على التدفق الكبير الذي تشهده، وبالتالي فإن تمديد ساعات الحجر الصحي من شأنه أن يعطي الناس فرصة أكبر في التسوق بمعنى أنه قد يساهم في التخفيف من مظاهر التزاحم أمام المحلات. وكان رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، قد دعا المواطنين في رسالة إلى الأمة بمناسبة حلول شهر رمضان إلى "التحلي بأعلى درجات الانضباط، والصبر، واليقظة، فإني أحث مرة أخرى المخالفين لقواعد الوقاية على الكف عن السلوك الخاطئ الذي يتسبب في تمديد الحجر الصحي بدل تقليصه، ويضر بغيرهم وبوطنهم، لاسيما أننا وفقنا والحمد لله حتى اليوم في منع بل وتضييق مساحة انتشار الوباء". وفي هذا الشأن، أكد رئيس الجمهورية أنه أصدر تعليمات بمراجعة إجراءات الحجر الصحي "تماشيا مع تطور الوضع في الميدان"، مضيفا أنه "كلما تحسنت المؤشرات هنا وهناك، اقتربنا من العودة إلى حياتنا العادية".