يعاني حوالي 63 ألف متقاعد في ولاية بومرداس من عدة مشاكل أهمها ضعف حلقة الإعلام والتحسيس وبعد المديرية المركزية والولائية عن مقر سكناتهم خاصة الذين يقطنون ببغلية، دلس وبرج منايل حيث يجدون صعوبة كبيرة في التنقل للاستفسار عن وضعياتهم ومعرفة الامتيازات الجديدة، وما زاد في معاناة متقاعدو الولاية هو بقاء الصندوق بدون مدير منذ سنوات حيث يقوم مدير ولاية البويرة بتسييره بالنيابة الى غاية إيجاد مدير جديد للصندوق الولائي ببورمرداس. اعتبرت السيدة عون فضيلة نائبة مدير المعاشات بصندوق التقاعد لولاية بومرداس شساعة المنطقة وبعد بعض مقرات سكنات المتقاعدين عن مقر الصندوق الولائي العائق الأكبر لهذه الفئة من المجتمع حيث يجدون صعوبات كبيرة في التنقل وعند الوصول يصطدمون بمقر ضيق لا يستطيع استيعابهم جميعا ويوفر لهم مكان لائق ينسيهم متاعب التنقل. وأوضحت المتحدثة ل »الشعب« أن الصندوق يسعى مع بلديات بغلية، دلس، وبرج منايل لوجود مقرات شاغرة لإنشاء خلايا استماع تقلل من متاعب المتقاعدين وتجنبهم التنقلات اليومية نحو عاصمة الولاية وتأمل السيدة عون فضيلة في أن ترد البلديات بالإيجاب للتخفيف من معاناة المتقاعدين. وتسبب المنح والزيادات السنوية للمتقاعدين في زيادة عدد الشكاوي بفعل التأخر الحاصل في تطبيقها حيث يتطلب إدماج تلك الزيادات وقتا وإجراءات بالتنسيق مع الوصايا، والصندوق الوطني للتقاعد، فالمتقاعدون يرغبون دائما في الاستفادة من أقرب وقت وبوجود أكثر من 60 ألفا من المتقاعدين واختلاف أصنافهم ودقة الحسابات ومراجعتها يجعل الأمور تطول نوعا ما وهذا لفائدة المصلحة العامة حتى نرشد الأموال ونتفادى أية أخطاء. وأوضحت المتحدثة أن المتقاعدين يستفيدون سنويا من زيادة قدرها 4 بالمائة منذ 2006 وقد قام الصندوق بمعالجة جميع الملفات وتم منح الزيادات على شرطين بأثر رجعي وهو ما ولد ارتياحا كبيرا لدى المتقاعدين. وعن الزيادة المقدرة ب 5 بالمائة والتي أمر رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة بتطبيقها، فقد طبقها صندوق التقاعد لولاية بومرداس منذ الفاتح مايو الماضي وقد استفاد منها كل متقاعد حسب صنفه ودرجة تقاعده. ويفكر الصندوق مستقبلا حسب السيدة عون فضيلة وبعد التنسيق مع الصندوق الوطني للتقاعد ووزارة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي في عقد ملتقيات وندوات مع المتقاعدين لتحسيسهم وتوعيتهم وتسجيل انشغالاتهم في سياق تكثيف العمل الجواري للتقليل من الضغط على المقر الولائي ونزع اللبس والغموض عن المتقاعدين. وأكدت السيدة عون فضيلة أن بعض الشركات العمومية والخاصة بولاية بومرداس تتلاعب بملفات المتقاعدين حيث عند إشراف العامل على التقاعد ترفع من سلم الترقية حتى يستفيد العامل من معاش لائق دون أن تكون مساهمته في المستوى المطلوب، وهو ما يؤثر على الوضعية المالية للصندوق ولكن متابعة الأمور عن كثب جعلنا نوفد مفتشين باستمرار لتصحيح الاختلالات وهو ما مكننا من تفادي خسائر جديدة للصندوق. وتأسفت المتحدثة لسلوك بعض العمال الذين يقبلون بترقيتهم والإمضاء على وقائع ليست صحيحة وبتواطؤ مع أرباب العمل. وأشارت في سياق متصل أن النظام الآلي لمراجعة ملفات التقاعد ستار، سقضي على جميع حالات الغش والتلاعب وسيحسن كثيرا من الجانب التقني وتفعيل دراسة الشكاوي والاحتجاجات، وهو النظام الذي سيدخل حيز التطبيق مستقبلا. ويذكر أن دراسة ملفات التقاعد بصندوق ولاية بومرداس لا تتجاوز 45 يوما في أقصى الحالات ليستفيد العامل مباشرة من معاشه، وهي المدة التي كانت قبل الإصلاحات طويلة جدا، ويبقى المتقاعدون ينتظرون دائما تحسين أوضاعهم الاجتماعية في ظل ارتفاع الأسعار وتدهور القدرة الشرائية. وختمت نائبة مدير المعاشات لولاية بومرداس حديثها بأهمية الإصلاحات التي باشرتها الدولة ونجاعتها والتي مكنت من تدارك العديد من النقائص والاختلالات.