يضطر الكثير من متقاعدي المهجر خاصة الذين يتقاضون منحتهم من صندوق المعاشات الفرنسي التي تصب في حساباتهم البنكية بالعديد من البنوك الجزائرية بولاية سطيف، قضاء الثلث الأخير من الليل أمام وكالات البنوك من أجل ضمان المراتب الأولى في الطابور الذي يتكرر مشهده كل شهر . في الوقت الذي حان فيه موعد راحتهم، والتمتع بما تبقى من العمر بعيدا عن مشاكل الدنيا ومتاعبها، والاستفادة بكرامة من منحة سنين من العمل المضني والبذل المتواصل، أرادت لهم ظروف محلية بولاية سطيف وربما وطنيا تقاعدا من نوع آخر تقاعد فيه الكثير من المتاعب من أجل فقط تحصيل المنحة حيث يضطر الكثير منهم على تقدمهم في السن وظروفهم الصحية المتفاوتة إلى قضاء الليالي في العراء مع ما يحمله ذلك من مخاطر حقيقية على سلامتهم، وعلى صحتهم أيضا من أجل منحة التقاعد من المهجر كل شهر، وقد تحدث الكثير منهم عن العذاب الذي يلاقونه كلما حان موعد التحصيل، ومن ذلك معاناة حوالي آلاف من المتقاعدين عبر كامل تراب ولاية سطيف، على غرار متقاعدي منطقة بوقاعة شمال الولاية الذين يتجاورز عددهم 500 متقاعد حيث يجد هؤلاء صعوبات كبيرة مع وكالة بنك الفلاحة والتنمية الريفية بالمنطقة الواقعة بقبو عمارة تقع بحي 24 مسكنا بشارع بن زين بوسط المدينة، ويبدأ هؤلاء في التوافد منذ الساعات الأولى للصباح، فيما اكد لنا بعضهم ان عدد منهم يمضى الليل امام أبواب الوكالة من أجل تحصيل المنحة باكرا والعودة للديار، والأدهى والأمر أن بعضهم راح يستثمر في هذه المعاناة حيث يعمد الكثير من شباب المنطقة لحجز أمكان بالطابور الموجود أمام البنك و بيعها بمبلغ حوالي 1000دج، وحسب مصدر محلي فإن إدارة البنك تسمح لمتقاعدي المهجر بتحصيل مستحقاتهم المالية لمدة يوم واحد في الشهر وهو غير كاف من أجل مرور العملية في أحسن الظروف، وعلمنا أن والي الولاية خلال زيارة سابقة للمنطقة كان قد ألح على ضرورة إنجاز مقر للبنك المذكور يرتقي للتطلعات، خاصة وأن هذا البنك إستفاد من عقد قطعة أرض معدة للبناء منذ 10 سنوات كاملة، لكنه القطعة مازالت جرداء ومازالت معاناة المتقاعد متواصلة، وقد تمت العديد من المراسلات لوزارة المالية قصد تحسين الخدمات البنكية بالمنطقة خاصة وان أغلب الوكالات الموجودة محليا تتواجد بفراغات العمارات.