نوه السفير الأندونيسي أحمد نعام سليم، أمس، بالأجواء التي طبعت تشريعيات ال10 ماي وما أفرزته من نتائج، تحمل مدلولا سياسيا ورغبة في الاستقرار في ظل الإصلاحات السياسية المنتهجة. وقال السفير في لقاء إعلامي بإقامته بالعاصمة، كشف من خلاله عن برنامج احتفائي مشترك تنظمه السفارة الأندونيسية في الذكرى ال50 لاستقلال الجزائر والذكرى ال67 لأندونيسيا، أن الجزائر نجحت من خلال تجربة التشريعيات التي مرت بهدوء، في أن تكون محطة الأنظار والاهتمام. وقال السفير، إن هذه المحطة التي حظيت بمتابعة الملاحظين الدوليين، تجعل الجزائر بحق مضرب المثل في التحول السلمي الديمقراطي، وتؤكد بالملموس أن تجربتها مرجعية. وذكر السفير أن الاحتفائية بعيدي استقلال البلدين، التي حظيت بالتحضير الدقيق، وشملت أنشطة متعددة رياضية وفكرية، ينظر على جعلها محطة أساسية في مسعى ترقية العلاقات الثنائية، وتطويرها إلى مستوى الروابط السياسية الممتدة في أعماق التاريخ، ويعد مؤتمر باندونغ أولى البدايات. وراح السفير يسرد طبيعة العلاقات الجزائرية الأندونيسية، وكيف يمكنها أن تكون بوابة ومرجعية للمحور جنوب جنوب في محيط سريع التحول، لا يعترف بالحدود، عدا حدود التكامل والتنسيق. وذكر في هذا المجال، أن الجزائر تبقى في نظر الأندونيسيين واجهة استثمار بامتياز، وما اتخذته من تدابير في مجال الأعمال والمال، جديرة بتحويل التكنولوجيا التي تحتل الأولوية والصدارة، مثلما طالبه رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة غداة استلام أوراق اعتماده في جانفي الفارط. وعن حجم التبادل التجاري، ذكر السفير أحمد نعام سليم، أن كفته تميل للجزائر التي تصدر لجاكرتا النفط في الغالب، وتستورد منها منتجات وتجهيزات. وقدرت وارداتها من البلد الآسيوي ب 295 مليون دولار. ويبقى التعاون الاقتصادي في وضع أقل من الروابط السياسية، حسب السفير، الذي طالب بتنويع الشراكة بإنجاز مشاريع مصغرة، لكن بعد دراسة متأنية لحاجيات السوق ومتطلباته، وهناك اهتمام خاص بتجربة أندونيسيا في تربية المائيات والموارد الصيدية. عن التعاون الأمني، في ظل تهديدات إرهابية تخترق الحواجز والحدود، أكد السفير أن هذه المسألة محور اهتمام البلدين اللذين يحملان نفس النظرة والرؤى والعلاج، بعيدا عن الطرح الأمني المحدود. وقال في هذا الصدد، أن خبراء من الجزائر زاروا أندونيسيا الشهر الماضي، من أجل الحوار وتشخيص التعاون الأمني، وتنسيق المواقف والجهود في مواجهة جماعات مسلحة متطرفة، تهدد كل من يعارض فكرها وطرحها بالتصفية الجسدية بعيدا عن تعاليم الدين الإسلامي وصفوه. لكنه، نبه إلى وجود تطرف ديني آخر في مختلف جهات المعمورة، لاسيما بالغرب، يفرض محاربته دون انتقائية وربط كل التهم بالإسلام البريء من الشبهات باعتباره دين تسامح وتعايش وتجادل بالتي هي أحسن. وما جرى في الدانمارك، والنرويج، من معاداة للإسلام، المثال الحي والشاهد.