دق الأطباء المختصون في الأورام السرطانية ناقوس الخطر حول الارتفاع المتزايد الذي يشهده سرطان الجهاز الهضمي في الجزائر مسجلا نسبة 25 بالمئة من الاصابات على المستوى الوطني حسب آخر الإحصائيات. وشدد المختصون في الندوة التي نظمتها، أمس، جمعية «الأمل» لمرضى السرطان بفندق السوفيتال بمناسبة اليوم العالمي لسرطان الجهاز الهضمي الذي يصادف 26 ماي من كل عام على ضرورة التشخيص المبكر لهذا المرض باعتباره يساهم بنسبة كبيرة في شفاء المصاب الذي لم يصل إلى المرحلة المتأخرة من المرض. من جهته أكد الدكتور روبايين مرزوق طبيب مختص في أمراض السرطان والأورام بمستشفى رويبة في تصريح ل«الشعب» بأن سرطان الجهاز الهضمي في الجزائر يتصدر حاليا المرتبة الثانية بعد سرطان الرئة لدى الذكور في حين يحتل المرتبة نفسها لدى النساء بعد سرطان الثدي هذا الأخير الذي يمس عددا كبيرا من هذه الشريحة في الجزائر كاشفا في نفس السياق بان 44 ألف حالة إصابة بمختلف أنواع السرطانات تسجل سنويا في الجزائر. وبالنسبة للعوامل التي تتسبب في الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي أوضح نفس المختص أنها تتمثل في سوء التغذية الذي نتج عن التغير في النمط المعيشي وتناول اللحوم الحمراء وعدم الإكثار في تناول الخضر والفواكه الغنية بالفيتامينات وتساهم بنسبة كبيرة في الوقاية من أمراض عديدة، بالإضافة إلى التدخين وعدم ممارسة الرياضة بانتظام، هذان العاملان يتسببان حسبه باحتمال كبير في الإصابة بهذا النوع من السرطان. وأكد الدكتور بان أعراض هذا المرض لا تظهر في البداية لان الخلايا السرطانية لا تأثر بسرعة على التوازن العام للجسم وإنما تكتشف العلامات بعد مدة طويلة تتراوح بين 5 و15 سنة على الأقل مؤكدا بان وصول المرض إلى المرحلة المتأخرة ناتج عن عدم القيام بالتشخيص المبكر كما يدل على خطورة الوضع فتكون نسبة وفاة المريض بسبب الإصابة كبيرة، وفي هذه الحالة لا تتجاوز مدة عيش المريض 5 سنوات. ويمس سرطان الجهاز الهضمي في الجزائر الاشخاص اللذين تتراوح أعمارهم بين 40 و50 سنة ولهذا يوصي روبايين بضرورة الوقاية كأحسن حل لتفادي الإصابة بسرطان الجهاز الهضمي وذلك عن طريق الابتعاد عن تناول بعض المأكولات المضرة بصحة الإنسان والامتناع عن التدخين وممارسة النشاط الرياضي مشددا على ضرورة تنظيم حملات تحسيسية حول هذا الداء الخطير من اجل خفض نسبة الإصابة به. ولم ينفي الدكتور توفر الإمكانيات اللازمة بمستشفيات الوطن من أجل التكفل بمرضى سرطان الجهاز الهضمي الذين يعيشون معاناة كبيرة ويتجرعون مرارة آلام مؤكدا بان الدولة تضخ سنويا أموالا طائلة في هذا المجال إلا أنها أهملت أمورا كثيرة أهمها تكوين الاطباء المختصين في هذا المجال تكوينا جيدا يرقى إلى المستوى العالمي. ودعا نفس المتحدث إلى ضرورة خلق مراكز استشفائية أخرى من اجل تغطية العجز الحاصل في المستشفيات العمومية نظرا للطلب المتزايد والعدد الهائل للمرضى المصابين بهذا النوع من المرض والذين يتوجهون يوميا إليها من اجل العلاج والفحص بالأشعة، فيضطرون إلى الانتظار لشهور عديدة من أجل إجراءها.