يعيش قطاع التربية بولاية بومرداس، ضغوطات متزايدة من أجل الإسراع في تسليم عدد من الهياكل المدرسية المسجلة للإنجاز مع الدخول المدرسي الجديد وعددها 20 قسما، مسجلة ضمن مجمع مدرسي، ثانوية وعدد آخر من المتوسطات وأقسام التوسعة المبرمجة، جاءت لدعم البلديات والأحياء السكنية الجديدة، التي عرفت استقبال عشرات العائلات في إطار إعادة إسكان قاطني الشاليهات والسكنات الهشة، أهمها القطب الحضري الجديد لبن مرزوقة ببودواو وأحياء عدل ببرج منايل والكرمة. يخشى القائمون على قطاع التربية بولاية بومرداس والأولياء، دخولا مدرسيا صعبا هذه السنة، بسبب الظروف الحالية الناجمة عن تدابير الحجر الصحي وتشديد إجراءات تطبيق البروتوكول الصحي، لتهيئة الظروف المناسبة لعودة التلاميذ، شهر أكتوبر القادم، بما يتمشى ومتطلبات حماية الصحة العامة بسبب ضعف شبكة الهياكل التربوية وتأخر تسليم ما يزيد عن 20 مجمعا مدرسيا، ثانوية وثلاث متوسطات لدعم القطاع وتجنب ظاهرة الإكتظاظ الذي تعرفه الكثير من المؤسسات. تخوفات قد تعيق أيضا تطبيق البروتوكول وطريقة تقسيم الأفواج بأعداد معقولة واحترام شروط التباعد. وعبر بعض الأساتذة في تصريحهم ل»الشعب، عن تخوفهم من ارتفاع حدة الاكتظاظ هذا الموسم، مع الزيادة في عدد التلاميذ الملتحقين بالسنة أولى متوسط والسنة أولى ثانوي بسبب الموسم الدراسي الإستثنائي، ما يعني مضاعفة عدد التلاميذ داخل الأقسام وصعوبة إستقبال المؤسسات لهذا الكم الهائل، وهو ما يعني تمديد إجراءات العمل بالدوامين الكلي والجزئي في الإبتدائي الذي أرق الأولياء والمعلمين على السواء، نتيجة تمديد ساعات العمل إلى الخامسة مساء بعدما كانا مشكلا في طريقه إلى الحل النهائي. ومن أجل تحسين مستوى الخدمات في مجال النقل، الإطعام والنقل المدرسي، استفاد قطاع التربية مؤخرا من 30 حافلة للتكفل بانشغالات تلاميذ المناطق النائية المبرمجة ضمن نقاط الظل بالولاية لرفع الغبن عنهم وتحسين ظروف التمدرس وتخفيف حدة المعاناة وأزمة الوصول إلى المدارس الإبتدائية، إلى جانب إجراءات أخرى مرافقة من قبل السلطات الولائية لتخصيص مشاريع مستعجلة لتجديد وتهيئة عدد كبير من المؤسسات تعاني تدهورا كبيرا وغياب شبكة التدفئة بالغاز الطبيعي، إنجاز مطاعم مدرسية للتخلص النهائي من ظاهرة الوجبة الباردة، تهيئة فضاءات الأنشطة الرياضية وغيرها من النقائص الأخرى التي ظلت لصيقة بواقع مؤسسات الطور الابتدائي. مطالب برفع وصاية البلدية عن ديوان الخدمات المدرسية ظل مطلب تحسين الخدمات وتهيئة المدارس الإبتدائية ورفع ميزانية التسيير، انشغال الأسرة التربوية والإدارية بولاية بومرداس منذ عدة سنوات. ووصل الأمر مع بداية السنة الدراسية الماضية، إلى تنظيم وقفات إحتجاجية من قبل مديري الطور أمام مديرية التربية، للمطالبة برفع وصاية البلدية وتحويلها الى وزارة التربية، جراء التقاعس في التكفل بانشغالات هذه المؤسسات، التي تعاني من ضعف كبير من حيث الوسائل والإمكانات عبر عديد البلديات، إلى جانب صعوبة التواصل وأحيانا انعدامها في بعض المناطق. وتعمّد عدم استقبال المديرين لطرح الإنشغالات، حسب تصريحات ممثلي المهنيين الذين «طالبوا بضرورة فك الإرتباط، وعدم تحميلهم مسؤولية سوء التسيير وقلة الإمكانات، أدناها وسائل الصيانة، غياب المنظفات وأعوان الشبكة الاجتماعية الذين يتلقون محاباة وضمان أجورهم الشهرية دون الالتحاق بمناصب عملهم لصيانة المدارس وتنظيف دورات المياه المنذرة بخطر صحي على التلاميذ». وأمام هذه الوضعية المهنية الكارثية لواقع مؤسسات الطور الإبتدائي، واستكمالا لعدد من الندوات الجهوية التي نظمتها وزارة التربية الوطنية خصيصا لهذا الملف، مع الإستماع لمشاكل ومقترحات الأسرة التربوية والمسيرين، الى جانب التقارير المرفوعة، السنة الماضية، من قبل لجنة وزارية خاصة التي قدمت تقريرا مفصلا عن واقع المدارس الإبتدائية وبطاقة تقنية عن كل مؤسس. ينتظر أن يتم إطلاق مشروع ديوان الخدمات المدرسية وصدور المرسوم التنفيذي على شاكلة الخدمات الجامعية للسهر على تنظيم وإدارة الطور، من أجل تحسين العملية التربوية وتجاوز المشاكل اليومية التي يعاني منها القطاع خصوصا بمناطق الظل.