العيادات المتنقلة بحاجة إلى دعم نوعي للتكفل بالمرضى المعوزين الشبكة الجزائرية للشباب رائدة في العمل التضامني يسجل المجتمع المدني، منذ بداية الجائحة الصحية، مبادرات تضامنية على مختلف الأصعدة لفائدة العائلات المتضررة بمناطق الظل في الجزائر، من خلال قوافل تضامنية وعيادات طبية متنقلة تتكفل بالمرضى المعوزين أو الذين يتعذر عليهم التنقل إلى المؤسسات الاستشفائية العمومية والخاصة. «الشعب ويكاند»، تسلط الضوء على هذا الجانب من خلال الشبكة الجزائرية للشباب، التي تقدم تفاصيل أكثر عن هذه المبادرات، آخرها تلك الموجهة لفائدة أصحاب الأمراض المزمنة تحت شعار: «الطريق نحو الوقاية». في هذا الإطار، يرى رئيس الشبكة الجزائرية للشباب عادل قانة، أنه على السلطات المحلية والجمعيات ومختلف القطاعات دعم المبادرات الخيّرة والقوافل التضامنية الخيرية ومرافقة الأطباء والمتطوعين في عملهم على مساعدة المرضى والتكفل بهم في مناطق الظل، وذلك في إطار تنفيذ تعليمات رئيس الجمهورية بضرورة التكفل بسكان هذه المناطق وتوفير مختلف الحاجيات الضرورية لهم. ويؤكد قانة، أن القافلة الطبية موجهة خصيصا لسكان مناطق الظل بالهضاب العليا والجنوب، من أجل التكفل بالمصابين بالأمراض المزمنة والذين تعذر عليهم التنقل إلى المستشفيات للعلاج والتشخيص بسبب جائحة كورونا، منوها بتزويدها بآخر تكنولوجيات تشخيص الأمراض المزمنة، خاصة الضغط الدموي والسكري وأمراض القلب، وتوفُّرها على مخبر تحاليل طبية. وبحسب المتحدث، تمت المبادرة، بناء على توصيات رئيس الجمهورية، بمنح الأولوية لمناطق الظل من ناحية التكفل الصحي، موضحا أن فريقا طبيا متطوعا مكونا من أطباء وأعوان شبه طبيين يسهر على إنجاح هذه المهمة، ما من شأنه أن يساهم في استفادة أكبر عدد من المرضى من خدمات ذات جودة عالية وفي وقت وجيز. توقف فحص المرضى بسبب كورونا تأتي المبادرة استجابة لطلبات العديد من المواطنين بسبب ما خلفه وباء كورونا من حالة خوف ورعب من إمكانية الإصابة به، في حال تنقل المرضى الى المستشفيات للقيام بفحوص عن مرض القلب والسكري وارتفاع الضغط الدموي وأمراض أخرى، على حد قول رئيس الشبكة الجزائرية للشباب. وبما أن أغلبية سكان مناطق الظل في عديد الولايات يعانون وضعا اجتماعيا صعبا، لا يسمح لهم بالتوجه للعيادات الخاصة للتشخيص والعلاج، اختارت الشبكة الجزائرية للشباب، على حد قول رئيسها، بعض المناطق النائية لتقديم استشارات طبية مجانية لفائدة المواطنين الأكثر حاجة للكشف الطبي والقيام بالتحاليل. مرضى المناطق النائية مهددون... ويوضح قانة أن الكثير من المرضى في القرى الفقيرة والنائية مهددون بمضاعفات خطيرة ووضع صحي متدهور في أية لحظة، نظرا لتوقف المتابعة الطبية، خاصة أصحاب الأمراض المزمنة، ما جعل شبكة جمعيات الشباب، بالتنسيق مع وزارة الصحة، تستعين بأطباء متطوعين من مختلف التخصصات لإنقاذ أكبر عدد من سكان مناطق الظل. ويحذر المتحدث من إهمال تشخيص الأمراض المزمنة الأخرى بسبب انتشار وباء كورونا، مضيفا أن المرضى الذين سيستفيدون من خدمات القافلة الطبية يدخلون في قائمة المرضى المعالجين وفق ملف صحي ويتم متابعة حالتهم مستقبلا. وتعمل شبكة الجزائرية للشباب، بالتنسيق مع الجمعيات المحلية والكشافة ولجان الأحياء المنتشرين في كل القرى والمداشر، لأنهم يعرفون وضعية كل منطقة والمواطنين الذين بحاجة لتكفل صحي استعجالي، مشيرا إلى أن بعض الجمعيات المتخصصة في المجال الصحي لديهم قوائم تحدد المرضى الذين يحتاجون علاجا. 150 طبيب متطوع وكشف رئيس الشبكة الجزائرية للشباب الاستعانة ب150 طبيب بمساهمة مختصين وشبه طبيين وموجهين وأطباء نفسانيين سيعملون على مراعاة الاحتياجات العلاجية في كل منطقة، ويقول قانة، في هذا السياق: «إن الأطباء المتطوعين لبوا النداء في هذا الظرف الصعب الذي يتزامن مع جائحة كورونا ويتكبدون عناء السفر الى ولايات بعيدة من أجل التكفل بآلاف المرضى في 5 أيام دون مقابل». وأشار قانة إلى أنه في كل ولاية سيخصص من 10 الى 20 طبيبا للتكفل بالمرضى المستهدفين. علما أن العيادة المتنقلة تتوقف في كل ولاية لمدة أسبوع حتى يستفيد من خدماتها سكان مناطق الظل التي تشهد نقصا في التكفل الطبي، خاصة بعد انتشار وباء كورونا. عيادة متنقلة... بأحدث التقنيات أفاد رئيس الشبكة الجزائرية للشباب، أن العيادة المتنقلة مجهزة بأحدث التقنيات الحديثة ووسائل العلاج والأجهزة الطبية في مجالات مختلفة أمراض القلب وطب العيون والسكري والطب الداخلي، الطب العام ومخبر للتحاليل يعطي نتائج آنية فورية. وكشف عن برنامج القافلة التي حطت رحالها بولاية برج بوعريريج للتكفل بسكانها الذين بحاجة الى رعاية طبية للتنتقل الى ولاية بسكرة وبعدها المسيلة والجلفة ثم الأغواط، لتصل بعدها الى ولاية البيض وتنهي مهمتها بولاية النعامة التي ستمكث فيها إلى غاية آخر يوم من المهمة. الطواقم الطبية في ضغط رهيب يؤكد التحدث أن الطواقم الطبية في المناطق النائية لم تعد قادرة على التكفل بجميع المرضى بسبب الضغط الرهيب ونقص عدد الأطباء المختصين من مناطق الظل، مشيرا الى أن جمعيته ستستمر في تنظيم مثل هذه المبادرات في الجنوب الأقصى. ومع انتهاء أزمة كورونا، ستتوجه الشبكة الجزائرية للشباب إلى الاهتمام باختصاصات طبية معينة كالسكري وسرطان الثدي والبروستات والأمراض المزمنة الأكثر انتشارا في المناطق النائية، خاصة في الجنوب. دور تحسيسي للقافلة أوضح أن القوافل المنظمة لن يكون دورها مقتصرا على العلاج والكشف عن المرضى فقط، إنما ستسهر على توعية المواطنين من خلال مساهمة أطباء وممرضين وخاصة موجهين سيعملون على تحسيس المواطنين بمناطق الظل بالالتزام بإجراءات الوقاية لتفادي الاصابة بالفيروس. وأضاف رئيس الشبكة الجزائرية للشباب، أنه سيتم توزيع وسائل الحماية ومستلزمات طبية على المواطنين، كالكمامات ومعقم اليدين ومواد التعقيم وحملات جوارية تحسيسية والتقرب من الأحياء وتوزيع مطويات تتضمن نصائح وقائية، وضمان التكفل بمرضى مناطق الظل في الهضاب العليا والجنوب، كون الهياكل الطبية في تلك الولايات ليست في المستوى مقارنة بالمتوفرة في المدن الكبرى.