عادت عجلة كرة القدم إلى الدوران في الجزائر، بعد انطلاق التدريبات الجماعية للأندية بصفة رسمية، الأحد الماضي، وهو التاريخ الذي حددته وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع وزارة الصحة موعدا لانطلاق تدريبات الأندية تحضيرا للموسم الكروي الجديد المنتظر انطلاقه في 20 نوفمبر المقبل. استجابت الأندية لقرار وزارة الشباب والرياضة القاضي بعودتها إلى التدريبات الجماعية في 20 سبتمبر الماضي من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل تحديد موعد ومكان مباشرة التحضيرات الجماعية، بالنظر إلى أن الموسم الجديد سينطلق بعد فترة ليست بعيدة ومباشرة التحضير في الوقت الحالي هو الحل الأنسب. كانت الأندية تنادي بضرورة فتح المجال لها من أجل وضع برنامج عمل خاص بالتحضير للفترة المقبلة وعدم الانتظار إلى غاية موعد انطلاق البطولة لمباشرة التحضيرات بالنظر إلى حاجتها للوقت الكافي لتحضير اللاعبين حتى يكونوا في الموعد، بعد انطلاق المباريات وضمان ظهور اللاعبين بوجه جيد. رأت وزارة الشباب والرياضة أن الوقت الحالي هو الأنسب من أجل السماح للأندية ببداية التحضير الجماعي بعد أن اقتربت انطلاقة الموسم، كما أن الأندية سيكون لزاما عليها ترتيب أوراقها قبل مباشرة عملية التحضير وحتى الأجهزة الفنية مطالبة هي الأخرى بوضع تصور يخص المرحلة المقبلة. بروتوكول صحّي وضعت وزارة الشباب والرياضة بالتنسيق مع وزارة الصحة بروتوكولا صحيا صارما على كل الأندية احترامه قبل أثناء وبعد عملية التحضير للحفاظ على سلامة اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني والإداري. يتوّجب على كل فريق، قبل بداية التحضيرات، إخضاع كل اللاعبين وأعضاء الجهاز الفني والإداري لفحوصات الكشف عن فيروس كورونا حتى يتم فصل العضو المصاب، إن وجد، عن الفريق لضمان صحة كل اللاعبين والمرافقين لهم دون نسيان إخضاع كل اللاعبين لإجراءات صحية صارمة. من ناحية أخرى، يتوجب على كل فريق اختيار فندق معين من أجل البقاء فيه طول فترة التربص ومن الشروط الواجب توفرها أن يكون الفندق غير مأهول وفي حالة وجود زبائن فيه يجب على مسؤولي الفريق بالتنسيق مع إدارة الفندق اتخاذ الإجراءات اللازمة من خلال فصل الفريق عن زبائن الفندق. الأندية لن تكتفي فقط بالتدريبات الجماعية، ولكن عليهم برمجة مباريات ودية من أجل قياس جاهزية الفريق ككل، وفي حال تم برمجة مباريات ودية على الأندية اتخاذ إجراءات معينة، منها إخضاع اللاعبين لفحوصات الكشف عن فيروس كورونا 72 ساعة قبل المباراة الودية، حتى يتم تفادي مشاركة لاعب مصاب في المباراة، وهو ما قد يتسبب في انتشار المرض. اكتشاف المرافق الفندقية والهياكل السياحية أصبحت الفرصة مواتية، أمام الأندية الجزائرية من أجل استكشاف الهياكل الفندقية والمرافق السياحة التي تتوفر عليها بلادنا بمناسبة برمجة تربصاتها التحضيرية في مختلف الولايات والفنادق، بعد أن كانت في السابق تتربص خارج الوطن في الدول المجاورة أوأوروبا. تتوفر الجزائر على مجموعة مميزة من الهياكل الفندقية، لكنه غير مستغلة بالطريقة الصحيحة بدليل أن أغلب الأندية الجزائرية تجري تربصاتها التحضيرية خارج الوطن، وهوما جعل هذه المرافق والهياكل السياحية لا تستغل بالطريقة المثلى. أجبرت الأندية على مباشرة التحضيرات في الفترة الحالية، لأنها لا تملك الوقت الكافي وهوما جعلها تبرمج تربصاتها في مختلف مناطق الوطن حيث كانت شبيبة القبائل السباقة لهذا الأمر من خلال برمجة تربص تحضيري في أقبو، ثم تربصا ثانيا انطلق في مستغانم ونفس الأمر انطبق على اتحاد العاصمة الذي قررت إدارته التربص في مستغانم. إدارة فريق مولودية الجزائر قررت إجراء تربص تحضيري في تلمسان، وهذا بعد موافقة المدرب نغيز الذي رأى أن تلمسان هوالمكان الأنسب لمباشرة التحضيرات، تحسبا للموسم الجديد الذي ستكون فيه المنافسة كبيرة بين الفرق من الظفر بالمراكز الأولى وتعويض خيبة الموسم الماضي. التركيز على العامل البدني العمل الميداني للأندية، خلال فترة التحضير سيرتكز على الجانب البدني الذي يبقى أهم عامل يتم التركيز عليه، خلال الفترة الحالية لتعويض النقص الكبير الذي تعاني منه الأندية واللاعبون على وجه خاص، بعد توقف طويل من شهر مارس الماضي، بعد أن اكتفى اللاعبون بالعمل المنزلي الفردي فقط. توقف اللاعبين لفترة طويلة عن التدريبات جعل الأجهزة الفنية مجبرة على التعامل، مع الأمر بجدية، من خلال إخضاعهم إلى عمل بدني خاص خلال التربص الأول الذي يكون في التركيز الكبير على العامل البدني من أجل استعادة اللاعبين لإمكانياتهم البدنية التي تسمح لهم بتطبيق العمل الفني والتكتيكي الذي يطلبه المدرب. قام اللاعبون بعمل بدني فردي خلال فترة تواجدهم في الحجر الصحي المنزلي، لكن هذا الأمر يبقى غير كاف وحتى بعد إعلان إنهاء البطولة عاد اللاعبون إلى حياتهم الطبيعية وهوما أثر على جاهزيتهم البدنية، مما يجعل المحضرين البدنيين يسطرون برنامج عمل مكثف لإعادة القوة اللازمة للاعبين. كل الأندية لن تكتفي بتربص واحد فقط حيث ستجري على الأقل ثلاث تربصات يكون فيها نصيب الأسد للعمل البدني على شكل تدريبات ومباريات ودية أمام فرق أخرى، وهوما يجعل العمل البدني في المقام الأول، ثم يتم التوجه نحوالعمل الفني والتكتيكي لزيادة الانسجام بين اللاعبين من جهة والرفع من مستوى الفريق الفني من جهة أخرى. في انتظار فتح المجال الجوي أجمع العديد من مسؤولي الفرق أنهم يطمحون لبرمجة تربصات خارج الوطن خلال الفترة المقبلة في حال تم فتح المجال الجوي حيث يراهن مسؤولي الأندية على هذا العامل من أجل نقل التحضيرات إلى خارج الوطن بعد نهاية المرحلة الأولى التي جرت داخله وارتكزت على الجانب البدني. هناك العديد من العوامل الايجابية التي تشجع الأندية على التربص خارج الوطن، منها العامل النفسي، وهذا حتى لا يشعر اللاعبون بالملل من خلال التواجد في مكان واحد للتحضير فقط، كما أن هناك عامل آخر له علاقة بالجانب الفني حيث يسمح التربص خارج الوطن للأندية بمواجهة أندية أقوى من حيث المستوى، وهذا الاحتكاك له ايجابياته.