أشاد وزير الداخلية الليبي فتحي باشاغا، أمس، بدور دول الجوار والدول الراعية للسلام في بلاده وأثره في تقدم مباحثات الحوار وعودة الأمل في إنهاء الأزمة. جاء ذلك في تغريدة عبر حسابه على موقع «تويتر»، غداة انطلاق مشاورات المسار الدستوري في ليبيا، بالعاصمة المصرية القاهرة، برعاية أممية. قال باشاغا «نسخر كامل إمكانيات وزارة الداخلية لإنجاح أي مساع لحقن الدماء وإعادة الاستقرار الأمني والسياسي ودعم السلام الشامل في ليبيا». وثمن وزير الداخلية الليبي «جهود بعثة الأممالمتحدة ومساعي الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني ويليامز، لجمع الفرقاء وإنهاء الأزمة السياسية في ليبيا». وتابع، أن «السلوك الإيجابي لدول الجوار وجميع الدول الراعية للسلام في ليبيا كان له أثر ملموس في تقدم مباحثات الحوار وعودة الأمل في إنهاء الأزمة». وأعرب باشاغا عن تطلعه أن تسفر تلك الجهود عن «الانتقال من مرحلة المغامرات العسكرية إلى مرحلة تسوية سياسية تحقق السلام والاستقرار للجميع». وانطلقت، أمس الأول، فعاليات اجتماع المسار الدستوري، في القاهرة، برعاية الأممالمتحدة ومشاركة وفدي مجلسي «الدولة» الليبي و»نواب طبرق». وفي الأسبوع الماضي، شارك في اجتماع وزاري عرف باسم «مؤتمر برلين 2» وزراء وممثلون عن الدول والمنظمات الإقليمية والدولية التي حضرت مؤتمر برلين الأول، وذلك بهدف تثبيت وقف إطلاق النار القائم في ليبيا منذ 21 أوت الماضي. وكان المؤتمر الأول حول ليبيا ببرلين التأم في جانفي الماضي وجمع 12 دولة من بينها الجزائر و4 منظمات إقليمية ودولية، وكانت من بين مخرجاته ضرورة الالتزام بقرار وقف إطلاق النار، وتشكيل لجنة عسكرية لتثبيت ومراقبة القرار من ممثلين لكلا طرفي النزاع. وأعلنت البعثة الأممية في ليبيا في بيان، السبت، عن استضافة تونس الاجتماع المباشر الأول لملتقى الحوار السياسي الليبي في الفاتح نوفمبر القادم. وسيسبق الاجتماع، اجتماعات تمهيدية عبر الاتصال المرئي، ابتداء من يوم 26 من الشهر الجاري. وأشار بيان البعثة، الى أن الحوار يستند إلى نتائج المشاورات الأخيرة بين الليبيين، بما في ذلك توصيات مونترو بسويسرا. المغرب يريد «احتكار» جهود الحل كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي، المغربي ناصر بوريطة، أنه دعا الليبيين خلال المشاورات التي جرت في مدينة بوزنيقة، إلى «عدم إهدار طاقتهم في إيجاد وسطاء آخرين» لمتابعة الحوار، والتركيز على إيجاد حلول للمشاكل المطروحة، في إشارة إلى رغبته في أن يتولى المغرب وحده جهود التسوية في ليبيا. وأرجع بوريطة مشكلة ليبيا إلى التدخلات الخارجية، مؤكدًا إمكانية إيجاد حل للأزمة، لكن «التدخل الخارجي أدى إلى تعقيد الأمور، لأن ليبيا أصبحت اليوم، للأسف، رهانا دبلوماسيا بالنسبة لدول أخرى»، وفق ما صرح به لجريدة إيطالية أمس. وأبرز ممثل الدبلوماسية المغربية دور بلاده على درب تسوية الأزمة منذ اتفاق 2015، متابعا: «ركزنا في بوزنيقة على وحدة المؤسسات الليبية، وقلنا أيضا لليبيين بأن لا يهدروا طاقتهم في إيجاد وسطاء أو شخصيات أخرى، ولكن عليهم أن ينكبوا على إيجاد حلول للمشاكل».