حدث ما كان يتخوف منه المختصون في المباراة أمام مالي، حيث قدّم محور دفاع «الخضر» مردودا مخيبا لآمال وتوقعات عشاق «الخضر»، الذين عادت إليهم الروح بعد سلسلة النتائج الإيجابية المحققة من قبل العناصر الوطنية منذ قدوم البوسني وحيد هاليلوزيتش. وغامر الناخب الوطني بإشراك بوقرة مع مجاني في المحور، لأول مرة، بينما تم تحويل بوزيد إلى الجهة اليمنى، كما سبق وأن ذكرنا في أعدادنا السابقة، بغرض مساعدة الثنائي الأول في الكرات العالية، لكن استراتيجية المدرب الوطني فشلت بعدما أظهر الدفاع خاصة من الجهة اليمنى والمحور، نقصا رهيبا من الجانب البدني، وارتكب أخطاء فادحة كلفت «الخضر» الخسارة بثنائية بعدما كانوا متقدمين في النتيجة. وجه شاحب لبوقرة وبوزيد... وظهر جليا أن قائد «الخضر» الجديد بوڤرة لم يكن جاهزا للعب وبدى عليه نقص المنافسة، بعد شهرين من الغياب لم يشارك فيهما مع فريقه (لخويا) في المباريات الرسمية، كما أنه غاب عن مواجهتي النيجر ورواندا، لكن البوسني غامر به أمام نسور مالي الذين يعتمدون على القوة البدنية. وكان ذلك بمثابة الخطأ الذي لا يغتفر، خاصة أمام فريق يضمّ أسماء كبيرة على غرار «سيدو كايتا» الذي كانت تبنى عليه كل هجمات الخصم. من جهته، لم يتمكن الظهير الأيمن بوزيد من القيام بدوره في مباراة مالي، حيث لعب خلفا لزميله حشود، الذي يبقى الأفضل، خاصة بالنسبة للعمل الهجومي. وقد كان بوزيد بتقدير الجميع نقطة ضعف المنتخب في الدفاع، حيث بنيت كل هجمات المنتخب المالي من جهته، بالإضافة إلى محور دفاع الفريق الذي يبقى هاجس الناخب الوطني ونقطة ضعب منتخب يودّ التأهل لمونديال البرازيل وكأس الأمم الإفريقية بجنوب إفريقيا. حتى مصباح لم يقم بدوره ولم يكن آداء مصباح أفضل من زملائه في الدفاع، حيث كان بمثابة اللاعب الحاضر الغائب، وضيّع عدة كرات في الوسط، حرمت المنتخب من التقدم نحو الهجوم، كما أن توزيعاته كانت طائشة في عديد المناسبات وترك منصبه شاغرا في عدة مناسبات. مبولحي أفضل عنصر في صفوف ''الخضر'' وكانت العلامة الكاملة لحارس مرمى المنتخب الوطني وهاب رايس مبولحي، الذي وقف جدارا منيعا أمام الهجمات المتتالية لمنتخب مالي في الشوط الأول والثاني، حيث أنقذ شباكه من عدة أهداف محققة بعد توالي القذفات من داخل وخارج منطقة العمليات.