عرفت مباراة مالي والجزائر برسم الجولة الثانية من تصفيات مونديال 2014، أخطاء دفاعية كبيرة من جانب خط دفاع المنتخب الوطني، حيث حدث ما كان يتخوّف منه الجميع أمام منتخب مالي في مباراة أول أمس، عندما قدم محور دفاع "الخضر" مردودا مخيبا في مباراة عرفت تجديدا مقارنة بالمباراة الأولى أمام رواندا والتي فاز فيها أشبال البوسني برباعية نظيفة. وغامر الناخب الوطني بإشراك بوڤرة مع مجاني في المحور لأول مرة بينما تم تحويل المدافع بوزيد إلى الرواق الأيمن بغرض مساعدة الثنائي الأول في الكرات العالية، في الوقت الذي عاد بوقرة من إصابة ويعاني كثيرا من نقص المنافسة، ولعل استراتيجية البوسني فشلت بعدما أظهر الدفاع نقصا خاصة من الجهة اليمنى والمحور، وارتكب أخطاء فادحة كلّفت المنتخب الجزائري الخسارة بثنائية أمام منتخب مالي الذي خسر أول مباراة له أمام البينين، ولم يقدم مردودا كبيرا أول أمس، وتمكن من التسجيل في مناسبتين إثر أخطاء دفاعية. أخطاء في المراقبة كلفت هدفين لم يتمكن المنتخب المالي من الدخول بالكرة إلى منطقة عمليات الخضر، لكن في الوقت نفسه سجل هدفين ثمينين، وجاء هدفا منتخب مالي من كرتين ثابتتين وبعد أخطاء في المراقبة من طرف مجيد بوڤرة، خاصة في لقطة الهدف الثاني، أين وجد لاعبان من مالي نفسيهما متحررين من الرقابة في القائم الثاني، قبل أن يضع أحدهما الكرة في مرمى الحارس مبولحي، وبالنظر إلى طول قامة وخبرة مدافعي الخبر، نتحير للطريقة السهلة التي سجل بها نسور المالي هدفه الثاني، سيما أن مدرب مالي لم يصدق أنّ فريقه أضاف الهدف الثاني بتلك الطريقة. بوڤرة نقطة ضعف المنتخب والتغيير ضروري من خلال مباراة أول أمس أمام المنتخب المالي، اتضح جليا أن قائد "الخضر" مجيد بوڤرة لم يكن جاهزا للعب هذه المواجهة بعد شهرين من الغياب لم يشارك فيهما مع فريقه لاخويا في المباريات الرسمية، كما أنّ الماجيك غاب عن مواجهتي النيجر ورواندا بداعي الإصابة، لكن البوسني غامر به أمام منافس يعتمد على القوة البدنية، وأشركه أساسيا، وهذا ما كلف المنتخب هزيمة قاسية قد تجعل مصير التأهل لمونديال البرازيل 2014 صعبا للغاية، ويجعل زملاء سليماني يتفاوضون مع المنافسة إلى غاية الجولة الأخيرة، عكس ما كان عليه الحال لو تمكنوا من تحقيق الانتصار في "واغادوغوا"، هذا ما يجعل المختصين بشؤون الكرة يطالبون من الآن للناخب الوطني بإجراء مستقبلا، سيما أن تعداده يضم ثنائي قادر على تشكيل قوة دفاع الخضر مستقبلا وهو سعيد بلكلام وجمال بن عمري. ودائما بخصوص الأخطاء الدفاعية، من جهته لم يتمكن المدافع بوزيد من القيام بدوره في مباراة مالي، حيث لعب في منصب ظهير أيمن مكان زميله حشود الذي يبقى الأفضل خاصة فيما يخص العمل الهجومي، سيما بعد الوجه الطيب الذي ظهر به أمام رواندا، وقد كان بوزيد نقطة ضعف أخرى في الدفاع بالإضافة إلى المحور الذي يبقى هاجس حليلوزيتش ونقطة ضعف المنتخب المونديالي، ولعل أنصار الخضر لم يخطئوا لما طالبوا بعدم إشراك بوزيد إلى جانب بوقرة، وصدق كلامهم في النهاية مادام أن هذا الثنائي كان الحلقة الأضعف في المنتخب. حاليلوزيتش: "انتقادات الصحافة الجزائرية ليست في مكانها" صرح الناخب الوطني حاليلوزيتش لجريدة "ليكيب" الفرنسية، أنه جد مستاء من الانتقادات التي تعرض لها من طرف الصحافة الوطنية عندما أقام تربصا تدريبيا بلاعبين اثنين فقط، وهو الأمر الذي أثار استغراب الإعلام في الجزائر إزاء سببية التربص في فرنسا أيضا، حيث سأل عنه المدرب الوطني وحيد حاليلوزيتش الذي أبدى من ذلك الحين امتعاضه الشديد قبل أن يجد فرصة للرد على تلك الانتقادات من خلال تصريحاته ل "ليكيب"، حيث صرح قائلا في هذا الصدد: "بعض الإعلاميين لا يعلمون لماذا اخترت تربصا خلال شهر ماي مع لاعبين اثنين ثم تسعة لاعبين بعدها، إنهم يعتقدون أنه بإمكاننا تحقيق نتائج بدون عمل، أنا هنا لإعداد الفريق وتحقيق الأهداف وهي التأهل إلى كأس إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014، فأنا لم أختار الجزائر من أجل الراحة، بل لدي أهداف أسعى لتحقيقها ولا داعي للحديث كثيرا، لأن ذلك لن يجدي نفعا". سليماني وسوداني سابع هدّافي إفريقيا في تصفيات المونديال احتل اللاعبان الدوليان الجزائريان العربي هلال سوداني وإسلام سليماني رفقة المصري محمد أبو تريكة المركز السابع ضمن لائحة هدّافي الدور قبل الأخير من تصفيات مونديال البرازيل 2014، بعد تمكن الثنائي المذكور من تسجيل هدفين وشاركهما في المرتبة ذاتها 19 لاعبا آخر، في حين يتصدّر الجدول المهاجم الكونغولي مابي مبوتو قائمة الهدافين بأربعة أهداف، ولو أن المعني بالأمر خاض مقابلتين خلال الدور التمهيدي، ويضم المركز الثاني 6 عناصر كلهم من إفريقيا السمراء، حيث خلا مركز الوصافة من أي لاعب عربي.