وإن كان البوسني قد حسم في أمر العناصر العشرة (مبولحي، حشود، مصباح، بوزيد، مجاني، لحسن، ڤديورة، فغولي، سوداني، جبور) من قبل، فإنّه كان في حيرة من أمره بخصوص لاعبين اثنين فقط، والأمر يتعلق بكل من بودبوز وقادير . فكما كشفنا عنه أمس فإنّ الرجل الأول على رأس العارضة الفنية، احتار في من سيختار بين هذين العنصرين، ولعلّ ما أخلط عليه الأمور هو عودة الأول للتدريبات وبقوة بعد تماثله للشفاء، ودخول الثاني العيادة بعد تعرضه لالتهاب في اللوزتين، قبل أن يقرّر الحسم لصالح بودبوز الذي سيكون أساسيا أمام رواندا هذه السّهرة. سيلعب على الجهة اليسرى وفغولي على اليمنى اختيار بودبوز ليكون أساسيا في لقاء اليوم، يدفع للتساؤل في أي منصب سيلعب صانع ألعاب "سوشو" الفرنسي، لاسيما إذا ما علمنا أن المنتخب صار يضم لاعبا جديدا يجيد اللعب على الأجنحة أيضا، ألا وهو سفيان فغولي الذي سيلعب إلى جانبه لأوّل مرة. غير أن البوسني وجد للأمر الحل، حيث قرر أن يبقي على فغولي على الجهة اليمنى على أن يشغل بودبوز الجهة اليسرى كجناح أيسر، وأوكل لهما مهمة تمويل رأسي الحربة سوداني وجبور بالكرات اللازمة من أجل التسجيل. حيث ركّز المدرب خلال الحصص التدريبية على الهجوم، وكان في كل مرة يأمر الجناحين بالدقة في التوزيع والسرعة في التنفيذ عندما تكون الكرة يمينا أو يسارا، ونتوقع أن يتم تبادل المركزين بين فغولي وبودبوز خلال المباراة، بأن يتحول كل واحد إلى جهة الآخر، حيث من الممكن أن نرى بودبوز أحيانا على الجهة اليمنى وفغولي أحيانا أخرى على الجهة اليسرى. تاسفاوت أكد أن ظهير رواندا الأيمن ضعيف ولا بد له من جناح فنان وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنّ التقارير التي عاد بها المناجير العام للمنتخب الوطني عبد الحفيظ تاسفاوت، كانت مفيدة للناخب الوطني كثيرا بدليل أنه أخذها بعين الاعتبار. حيث علمنا أن تاسفاوت أكّد لحليلوزيتش أن الظهير الأيمن للمنتخب الرواندي ضعيف جداّ، وأن رواقه الأيمن سيكون معبرا لمنتخبنا الوطني من أجل التوغل وصناعة الفرص وتشكيل الخطر على المنافس، ونصحه بضرورة توظيف جناح أيسر يعتمد على المراوغات ويجيد التوغل والتمرير، كي يفعل ما يحلو له هناك، فوقع اختيار البوسني على بودبوز على تلك الجهة. حليلوزيتش فضل إراحة قادير وسيتركه لمالي وحسب المعلومات التي بحوزتنا، فإنّ حليلوزيتش فضل أن يريح قادير رغم أن اللاعب تعافى أمس كليا من المرض المفاجئ الذي تعرض له (التهاب اللوزتين)، وفضل أن يتركه للقاء مالي الذي يعد لقاء أصعب من لقاء رواندا. ثمّ إن إعفاء قادير من لقاء رواندا في صالحه حتى يتعافى ويتأهب من الآن لموقعة "واڤادوڤو" أمام زملاء كايتا، دون أن ننسى أن إخفاء بعض أوراقنا الرابحة مهم للغاية قبل مواجهة منتخب، بعث لنا بجاسوس يتجسس على طريقة لعبنا هذه السهرة. بوزيد ومجاني من أجل تقديم أداء أفضل لأن بوڤرة وبلكالام قادمان؟ وبخصوص المناصب الأخرى، فمن المنطقي أن يأخذ الحارس الأول في المنتخب وهاب رايس مبولحي مكانه الأساسي بداية من هذه المباراة، بعدما غاب عن لقاء النيجر الودي بسبب وصوله المتأخر، ومن المنطقي أيضا أن يحافظ حشود على مكانته أساسيا على الجهة اليمنى للدفاع بالنظر إلى ما قدمه أمام النيجر من مستوى عال جدا. كما أن المنطق احترم بإبقاء مصباح ظهيرا أيسر، وبخصوص محور الدفاع فإن البوسني فضل أن يبقي على نفس الثنائي ألا وهو مجاني- بوزيد رغم الارتباك الذي بدا على هذا الخط في لقاء النيجر، وفرصتهما الآن مواتية لتقديم أداء أفضل يبقيهما أساسيان، لأن أي خطأ سيكلفهما غاليا قبيل لقاء مالي بما أن بوڤرة تعافى من مرضه وبلكالام صار جاهزا أيضا. لحسن وڤديورة لا يوجد أفضل منهما ولا يمكن للبوسني تغيير تركيبة وسط الميدان الدفاعي، لأن ڤديورة ولحسن لا يوجد أفضل منهما في ظل اللياقة التي يتمتعان بها في الوقت الحالي، ناهيك عن المردود الطيب الذي قدماه في لقاء النيجر الودي، والذي جعل القائد ونائبه الأول يومها من أفضل اللاعبين فوق المستطيل الأخضر، وهما مرشحان من جديد لخطف الأضواء في وسط الميدان أمام منتخب رواندا. بودبوز وفغولي سيضمنان وصول الكرة لسوداني وجبور وإن كنا قد حضرنا مهرجانا من الأهداف أمام النيجر، فإننا نتوقع أن نحضر مهرجانا أكبر هذه السهرة أيضا في ظل الخطة الهجومية التي أعدّها حليلوزيتش، والتشكيلة المثلى التي ضبطها والتي تضم أربعة عناصر لها نزعة هجومية كبيرة. وعلينا أن ننتظر تسجيل أهداف كثيرة حتى لا نقول غزيرة، في ظل تواجد فغولي بتوزيعاته وتوغلاته من على الجهة اليمنى، وتواجد بودبوز وتوغّلاته وتوزيعاته أيضا من على الجهة اليسرى، بمعنى أن الكرة سيكون مضمونا وصولها إلى سوداني وجبور، المنتظر منهما هزّ مرمى المنافس في أكثر من مناسبة. إخفاء الأوراق مهمّ.... لكن إخافة مالي أهمّ وسيكون من المهم حقا أن يخفي البوسني بعض أوراقه المهمة تحسبا للقاء مالي، فمهم جدّا مثلا أن نعفي لاعب كبوڤرة أو كقادير من هذه المباراة، ما دمنا نملك في التعداد عناصر قادرة على الإطاحة بمالي، ومهمّ جدّا أيضا أن نترك عودية يتعافى هو الآخر حتى يكون تحت التصرف في لقاء مالي. لكن من الأهم أيضا أن نستعرض العضلات في لقاء اليوم، كي يخاف منتخب مالي منا ويتأكد من أن المنتخب الذي أطاح به في أنغولا سنة 2010، خلال نهائيات كأس إفريقيا بفضل هدف حليش، لا زال منتخبا مخيفا وقويا يطمح للتواجد من جديد في "المونديال". " بعثر الأوراق للجميع، أخلط التشكيلتين بعدما اشتمّ رائحة "الجوسسة" صحيح أنّ المدرب "وحيد حليلوزيتش" أبعد أمس كلّ الأشخاص الذين تواجدوا في ملعب "مصطفى تشاكر" حتى يجري حصته التدريبية ويضع آخر لمساته على الخطة والتشكيلة الأساسية في هدوء، غير أنّه وفي آن واحد لجأ إلى أسلوب المراوغة عندما أبدى لمن كانوا يتجسّسون على ما كان يقوم بهم خلف القضبان مثلا أنه غيّر التشكيلة الأساسية التي ضبطها أوّل أمس الخميس. وتشير آخر الأخبار التي بحوزتنا أنّه تعمد ذلك بعدما رصد بعض مسؤولي المنتخب الرواندي وهم يراقبون ما يجري خلال الحصة التدريبية الأخيرة ل "الخضر"، وهي الحصة التي دامت ساعة كاملة. الحصة تزامنت والاجتماع التقني وأحد الروانديين كان يتابع ما يحدث وإن كان "حليلوزيتش" سبق له أن فعلها مرارا وتكرارا في كافة المباريات التي خاضها مع المنتخب، إذ أنه يسعى في آخر حصة تدريبية تسبق أيّ لقاء إلى بعثرة الأوراق لكلّ الحضور، فقد فعلها أمام إفريقيا الوسطى، وفعلها أمام تانزانيا وفعلها في غامبيا عندما لم يظهر للغامبيين شيئا، وها هو يتعمّد ذلك أمس بعدما رصد بعض مسؤولي المنتخب الرواندي في الملعب قبيل انطلاق الحصة. حيث تزامنت الحصة التدريبية والتحاق المسؤولين الروانديين لعقد الاجتماع الفني مع الحكام ومسؤولي المنتخب الجزائري. ويكون "حليلوزيتش" رصد أحدهم وهو يتجسّس من خلف القضبان، وحتى يدوّن ملاحظات خاطئة عن تشكيلة "الخضر" والخطة التي ستنتهج اليوم، تعمّد بعثرة أوراقه من خلال التشكيلتين اللتين أقحمهما في المباراة التطبيقية المصغرة التي برمجها. أخلط التشكيلتين ومزج بين الأساسيين والاحتياطيين عمدا وكان "حليلوزيتش" برمج مباراة تطبيقية مصغّرة بين لاعبيه، وقسّم مجموعته المكونة من 20 لاعبا إلى تشكيلتين، تشكيلة ارتدى لاعبوها قمصانا حمراء ضمّت: سيدريك، حشود، مصباح، بوزيد، ڤديورة، لموشية، قادير، غيلاس، جبور، سوداني، وتشكيلة ثانية ارتدت قمصانا بيضاء وضمّت: مبولحي، مجاني، بن موسى، بلكالام، لحسن، بودبوز، تجار، بوعزة، فغولي، سليماني. وفي قراءة للتشكيلتين اللتين دفع بهما في هذه المباراة التطبيقية، نفهم أن المدرب البوسني أخلط الأساسيين والاحتياطيين، ولم يدفع بهم في تشكيلة واحدة، وهو ما يؤكد سعيه من أجل بعثرة الأوراق تفاديا لأيّ طارئ، وهو الذي كان ضبط تشكيلته الأساسية أوّل أمس الخميس. الجزائر سترتدي اللّون الأبيض هذه السهرة وقد تقرّر خلال الاجتماع التقني الذي عقد بين مسؤولي المنتخبين والحكام بملعب "مصطفى تشاكر" بالبليدة، أن يرتدي منتخبنا الوطني القميص الأبيض، في وقت سيرتدي المنتخب الرواندي الضيف لونيه المعهودين وهما الأزرق والأصفر. يذكر أن منتخبنا الوطني كان واجه منتخب النيجر باللون الأخضر، لأن هذا الأخير جلب معه بذلة تحمل اللون الأبيض.نجمو س.