عرفت الحالة الوبائية بولاية بومرداس انتشارا كبيرا، وارتفاعا مطردا في عدد الإصابات خلال الأيام القليلة الماضية، وصلت أول أمس إلى 22 حالة، مؤكدة بعدما ظلت تتراوح في حدود المعدل الوطني، ولم تتجاوز لعدة أشهر سقف العشر حالات، في وقت تشهد فيه مصالح كوفيد19 بالمؤسسات الاستشفائية العمومية الثلاثة إقبالا متزايدا للمواطنين لإجراء الكشوف الطبية مثلما رصدته «الشعب» من معلومات لدى الأطقم الطبية والمشرفين على مصلحة الوقاية والطب الوقائي. دقت السلطات الولائية والمشرفين على قطاع الصحة بولاية بومرداس ناقوس الخطر بعد تسجيل ارتفاع متزايد ومخيف في عدد الإصابات المؤكدة لفيروس كورونا في الأيام الأخيرة، حيث تعدى إجمالي الحالات المسجلة 1365 إصابة مع التخوف من تضاعف العدد بسبب المؤشرات المرضية مع بداية فصلي الخريف والشتاء، وهي فترة تشكل بيئة مناسبة لانتشار سريع للفيروس بالخصوص لدى كبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة. وقد عرفت مصالح كوفيد19 بمستشفيات الثنية، برج منايل ودلس توافدا كبيرا للمواطنين الذين يعانون من أعراض الوباء المتداخلة بين الزكام، الأنفلونزا الموسمية من أجل إجراء الكشوف اللازمة وهوما يهدد الطاقة الاستيعابية لمصالح العزل الصحي والتكفل بالمصابين. هذا الوضع دفع بالأطقم الطبية إلى «مناشدة المواطنين بضرورة اتباع التدابير الوقائية والتباعد الجسدي، وعدم الاستهتار بالوضع الوبائي المخيف الذي تعرفه الولاية»، فيما طمأنت مديرية الصحة المواطنين «بأن الحالة الوبائية تحت السيطرة بفضل التجند الكبير للطاقم الطبي ومستخدمي القطاع للتكفل بالمرضى ومواجهة تفشي الوباء»، مع ذلك تبقى مسؤولية المواطن وكافة الهيئات المحلية كبيرة من أجل الالتزام بالتدابير الصحية والاهتمام أكثر بالجانب الوقائي الاستباقي في ظل غياب لقاحات خاصة. تدابير استعجالية من قبل خلية المتابعة خرجت اللجنة الولائية المكلفة بتنسيق النشاط القطاعي للوقاية من انتشار فيروس كورونا برئاسة والي بومرداس بجملة من القرارات الاستعجالية الرامية إلى تشديد إجراءات الوقاية وتفعيل كل الهيئات المحلية لتنسيق الجهود من أجل مواجهة الوضعية الوبائية التي تنذر بالخطر، حيث كانت أولى القرارات المستعجلة هي «إعادة تهيئة وتدعيم مصالح كوفيد19 للمؤسسات الاستشفائية بكل الوسائل الطبية الضرورية منها الأطقم الطبية لرفع قدرات الاستيعاب وتزويدها بوسائل وأسرة الإنعاش وخزانات الأكسجين لمواجهة أي طارئ محتمل في الأيام القادمة». كما تضمنت القرارات المتخذة أيضا إلزامية «اعادة بعث عمليات التعقيم والتطهير الواسعة عبر كافة المؤسسات العمومية التي تعرف استقبالا كبيرا للمواطنين ومنها المؤسسات التربوية بالخصوص بعد التحاق تلاميذ الطورين المتوسط والثانوني، المساجد المبرمجة لإعادة أداء صلاة الجمعة المقدرة ب120 مسجدا بولاية بومرداس. وبالموازة، تم تكثيف الحملات التحسيسية والتوعوية من قبل مصالح قطاع الصحة وفعاليات المجتمع المدني لتنبيه المواطن وأصحاب المحلات التجارية والمقاهي بأهمية الوقاية واحترام الاجراءات الوقائية كارتداء الكمامة، التباعد الجسدي وتجنب التجمعات العامة والعائلية بالخصوص كالأفراح ومجالس العزاء، مع دعوة مراكز التكوين المهني وورشات الخياطة إلى استئناف نشاط صناعة الكمامات استجابة للطلب المتزايد عليها. كما بادرت عدد من المؤسسات الخدماتية ذات النشاط الواسع منها مديرية النقل بالولاية إلى إصدار تعليمات صارمة للناقلين بواسطة الحافلات العمومية والخاصة وسيارة الأجرة ضمت عدة شروط وقائية لممارسة النشاط وتجنب العقوبات منها إلزامية ارتداء القناع الواقي للجميع بما فيها الركاب وعدم تجاوز الحد القانوني المنصوص عليه المقدر ب50 بالمائة من طاقة الحافلة، التطهير والتعقيم المتواصل وإخضاع المركبة يوميا لعملية التنظيف.
32 ألف جرعة لقاح ضد الانفلوانزا الموسمية تدعم قطاع الصحة لولاية بومرداس بأزيد من 32 ألف جرعة من لقاح الانفلوانزا الموسمية وهي الحصة السنوية للولاية التي باشرت، أمس، حملة اللقاح على مستوى كافة المؤسسات الصحية والعيادات متعددة الخدمات ومراكز الصحة الجوارية بالبلديات والقرى النائية. واستفادت الولاية من حصة أولى تتكون من 4700 جرعة حسب مصادر مديرية الصحة في انتظار استلام باقي الحصة وهي نفسها تقريبا منذ سنوات، فيما يتخوف القائمون على المراكز الصحية من استقبال موجة كبيرة هذه السنة من قبل المواطنين للاستفادة من التلقيح ضد الانفلوانزا خاصة بالنسبة لكبار السن والمصابين بالأمراض المزمنة وكذا النساء الحوامل الذين يملكون حق الأولوية الصحية، وهذا بسبب الظرف الصحي الاستثنائي الذي اختلطت فيه الأوبئة الموسمية من زكام ونزلات البرد الحادة مع فيروس كورونا التي تتقاطع بينها أعراض الإصابة حسب الكثير من الأطباء.