وصل المشاركون في جلسة الحوار السياسي الليبي المرتقبة، اليوم الاثنين، إلى مدينة قمرت بالضاحية الشمالية للعاصمة تونس، وسط إجراءات أمنية مشددة. فيما قال أعضاء من مجلسي النواب والمجلس الأعلى للدولة، إنهم على استعداد «لإنجاز حل سياسي» للأزمة الليبية. وأكدت الرئاسة التونسية، أن بوادر اتفاق تاريخي تلوح في الأفق، من خلال الحوار الذي ستحتضنه، ليؤكد أهمية دبلوماسية دول الجوار في إيجاد تسوية نهائية للأزمة. استكملت تونس التحضيرات اللوجستية والأمنية لإنجاح جلسات الحوار الليبي. ويستمر التنسيق التونسي مع بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا والدول الراعية لإعلان برلين. في هذا الصدد، توقّع وليد الحجّام، المتحدث باسم الرئاسة التونسية، التوصل لاتفاق تاريخي ينهي الأزمة الليبية ويكرس الدور الإيجابي والمحوري للدبلوماسية التونسية في المنطقة. من جهة أخرى، قال أعضاء من مجلسي النواب والأعلى، إنهم على استعداد «لإنجاز حل سياسي» للأزمة الليبية، في حال تعثّر المسار الذي ترعاه بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. وأوضح النواب، الذين اجتمعوا في مالطا في 9 و10 أكتوبر الماضي، إنهم اجتمعوا في مالطا، في لقاء توافقي لوضع جملة من البنود لتكون نبراساً يسهم في إيجاد حلول واقعة قابلة للتنفيذ وقاعدة صلبة للوصول إلى الدولة المدنية المنشودة، من خلال استفتاء على الدستور انتهت من صياغته الهيئة التأسيسية لصياغة مشروع الدستور، وانتخابات برلمانية ورئاسية تنتج سلطة تنفيذية من خلال حكومة وحدة وطنية يديرها أعضاء ذوو كفاءة ومهنية عالية. واشنطن تسعى لتعزيز وجودها في ليبيا إلى ذلك، وفي وقت بدأت فيه ملامح الحل السياسي تلوح في أفق الأزمة الليبية، تتجه واشنطن نحو تعزيز وجودها الدبلوماسي بالبلد الإفريقي. تجلى ذلك من خلال إعلان واشنطن سعيها إلى الحصول على مقر جديد لها في العاصمة طرابلس، بعد تعرض مقرها السابق للنهب والقصف من قبل ميليشيات إرهابية في 2014. وقالت السفارة الأمريكية في ليبيا، في بيان، أمس، إنها بدأت مشاورات رسمية حول العملية، لتأمين عقارات في طرابلس، لتسهيل الارتباطات الدبلوماسية الأمريكية في ليبيا على المدى الطويل. ونقل البيان عن السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند، قوله: «على الرغم من أننا بعيدون جداً عن أن نكون قادرين فعلياً على فتح السفارة، فإن احتمالية التقدم نحو الاستقرار السياسي تتيح الفرصة للبدء في استكشاف الخطوات الإجرائية والمفاوضات الثنائية المطلوبة لبدء هذه العملية». وأكد، أن السفارة ستواصل القيام بزيارات في كل ربوع ليبيا، لإشراك مجموعة واسعة من القادة الليبيين لدعم الحوار الليبي الداخلي الذي تيسره الأممالمتحدة. وأكد وزير الخارجية التونسي، عثمان الجرندي، في وقت سابق، أن الحوار الليبي- الليبي الذي ستحتضنه تونس، يعد خطوة مهمة ومفصلية، فيما ينحصر دور تونس في تسيير عقد المحادثات مع التزامها بالحياد بين فرقاء النزاع في ليبيا.