بحث الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، في اتصال هاتفي، اليوم الثلاثاء، تطورات الأحداث في ليبيا في ظل تصعيد النزاع العسكري الذي تمر به البلاد. وأفاد الكرملين، في بيان أصدره عقب المكالمة الهاتفية، التي أجريت بمبادرة من الجانب التركي، بأن الرئيسين بحثا "القضايا المتعلقة بالتصعيد المستمر للنزاع العسكري في ليبيا". وأضاف الكرملين أن "الاتصال تم خلاله الإعراب عن دعم جهود الوساطة المبذولة من قبل الأممالمتحدة وألمانيا بهدف إنهاء النزاع المسلح واستئناف الحوار حول السلام". وشدد الرئيسان الروسي والتركي، حسب البيان، على "الاستعداد للإسهام في ترتيب الاتصالات بين الأطراف الليبية". كما اتفق بوتين وأردوغان على تكثيف الاتصالات الروسية التركية على مستويات مختلفة. وأكدت الرئاسة التركية، في بيان، أن الرئيسين ناقشا، خلال المحادثات الهاتفية، "العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية في مقدمتها تطورات الأحداث في ليبيا وسوريا". وتأتي المكالمة على خلفية توتر بالغ في ليبيا على خلفية استمرار الأزمة في البلاد بين "الجيش الوطني الليبي" بقيادة المشير، خليفة حفتر، وحلفائه السياسيين في مجلس النواب والحكومة الانتقالية في طبرق، من جهة، وحكومة الوفاق الوطني المعترف بها دوليا بقيادة رئيس المجلس الرئاسي، فايز السراج، المتمركزة في طرابلس. وتشهد العاصة الليبية، منذ 4 أبريل 2019، معركة بين قوات حكومة الوفاق وجيش حفتر، الذي أطلق عملية للسيطرة على المدينة قائلا إن الغرض من هجومه تطهيرها من الإرهابيين. وزاد التوتر حدة في ظل الدعم التركي المتزايد لحكومة السراج وخاصة بعد إبرام الطرفين، في 27 نوفمبر الماضي، مذكرتي تفاهم حول التعاون الأمني العسكري وتحديد الصلاحيات البحرية، أثارتا استياء كبيرا لدى سلطات شرق ليبيا وكذلك مصر واليونان وقبرص. من جهة أخرى، انتقد السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند ما سماه دعما روسيا متزايدا للهجوم الذي تشنه قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر للسيطرة على طرابلس، معتبرا أنه أدى إلى زيادة الخسائر في صفوف المدنيين. أضاف السفير الأميركي -في تصريحات عقب اجتماع بشأن إصلاح الاقتصاد الليبي في تونس- أن واشنطن تراقب التصعيد بقلق شديد بعد التدخل الروسي في الصراع. واعتبر نورلاند أنه حتى لو وُجد حل عسكري، فستكون كلفته فادحة من أرواح المدنيين، وهو ما وصفه بالانتصار باهظ الثمن.