قام أمس عدد كبير من المواطنين من بلدية بابا حسن بغلق الطريق الوطني رقم 36 الرابط بين البليدة والشراقة، احتجاجا عن رفض السلطات العمومية تطبيق قرار غلق مفرغة أولاد فايت بعد انقضاء المدة المحددة لاستغلالها شهر فيفري الماضي. وبعد أن تلقت «الشعب» الخبر من احد المواطنين بما حدث، توجهت لعين المكان، إلا أننا وجدنا بان الجمع قد تفرق، فلم نعثر سوى على لافتات ما تزال معلقة كتبت عليها مطالب سكان بابا حسن، والمتمثلة في غلق هذه المفرغة العمومية التي أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على البيئة والصحة. ولدى وصولنا إلى وسط مدينة بابا حسن، سألنا عن الحركة الاحتجاجية التي قام بها مواطنون من البلدية المذكورة آنفا، وقد تم الاتصال بأحد المنظمين لهذا التجمع، وقد تم استقبالنا في المكتب الخاص «بالحركة الايكولوجية» التي تأسست منذ أيام قليلة والتي كانت وراء هذا التجمع الاحتجاجي. وقد أوضح مشاط زياد طارق ممثل الحركة الايكولوجية «ان اللجوء لهذه الطريقة كان حتميا لإسماع صوت السكان للجهات المسؤولة»، خاصة وان مفرغة أولاد فايت القريبة جدا من بلدية بابا حسن، أصبحت تشكل خطرا حقيقيا على سكان هذه الأخيرة، حيث يستنشق هؤلاء منذ أزيد من 10 سنوات هواء ملوث، نتيجة الغازات المنبعثة من النفايات المتراصة في هذه المفرغة، والناجمة عن اختلاط المخلفات المنزلية وحتى الصناعية فيما بينها (بالرغم من ان الموقع مخصص سوى لإلقاء الأولى)، وقد أدى ذلك إلى انتشار أمراض منها الربو وبعض البثور والطفوحات الجلدية التي تسببها لسعات البعوض السامة على حد تأكيد عدد من المواطنين الذين التقيناهم. وأكد المتحدث بان اللجوء إلى الحركة الاحتجاجية، جاء بعد نفاذ الطرق القانونية التي لجأ إليها هؤلاء للمطالبة بغلق المفرغة، حيث لم تلق مطالبهم التي بلغوها إلى السلطات المحلية (بلدية بابا حسن، والدائرة المنتدبة لدرارية)، وقدمت لهم وعودا لم توف أبدا. وهددت الحركة الايكولوجية بالتصعيد في حالة عدم غلق المفرغة في أقرب وقت ممكن، خاصة وان ارتفاع درجة الحرارة في هذا الفصل، تزيد من خطورة الوضع، وذلك بتوسيع دائرة الاحتجاج لجميع البلديات المجاورة للمفرغة وقد ضرب موعد السبت القادم للقيام بنفس الحركة التي شهدها البارحة الطريق الوطني رقم 36، لأن الأمور لم تعد تطاق حيث أكد لنا سليم اجناك أحد مواطني هذه البلدية خاصة بحلول الليل قائلا «نكاد نختنق، لأننا لا نجد نحن الكبار هواء نقي نتنفسه، فما بالك بالأطفال الصغار». وقبل مغادرتنا لعين المكان، توجهنا لبلدية بابا حسن للحصول على مزيد من التوضيحات حول هذه المسألة، كما حاولنا الاتصال هاتفيا بنائب رئيس البلدية حميد خوجة، غير ان خطه الهاتفي كان خارج نطاق التغطية، فلم نتمكن من ذلك. وللإشارة فان «الشعب» ستعود إلى موضوع مفرغة أولاد فايت بالتفاصيل، بعد ان تحصلت على بعض الوثائق المصورة عن استغلال هذا الموقع، والأخطار التي تهدد البيئة والسكان خلال الروبرتاج الذي ستنشره قريبا.