لم يعقد المجلس الوطني لحزب التجديد الجزائري المقرر يوم السبت الماضي لعدم اكتمال النصاب كما صرح بذلك ل«الشعب» الأمين العام للحزب كمال بن سالم. ولم نعثر عن إجابة موحدة عن تساؤلاتنا، وتقديم توضيح أكثر بالرغم من محاولتنا لفهم ما حصل في ظل تضارب الآراء حول الأسباب التي حالت دون اجتماع أعضاء المجلس بعد تشريعيات ماي الفارط. واكتفى بن سالم بالتصريح ل «الشعب» انه ستعقد لقاءات بين الأعضاء للتوصل إلى اتفاق بشأن المسائل العالقة، بينما أكد زيدان عضو المجلس الوطني وهو كذلك عضو من المكتب الوطني، ان السبب ليس راجع لعدم اكتمال النصاب، وإنما لحالة التشنج التي تعيشها هذه التشكيلة السياسية، بعد انتهاء عهدة الرئاسة الحالية، والنتيجة السلبية التي حققتها في التشريعيات الأخيرة. وحسب ما صرح به زيدان ل«الشعب»، فان المخرج من الأزمة التي دخلها الحزب بعد الخسارة التي مني بها في الانتخابات التشريعية لل 10 ماي، حيث تراجع عدد المقاعد من 4 مقاعد في العهدة البرلمانية السابقة إلى مقعد واحد فقط، لن يكون بدون عقد المؤتمر الوطني، والذي من شأنه إعادة الأمور إلى نصابها. وذكر المتحدث ان تراجع حزب التجديد الجزائري من حيث الترتيب بالرغم من انه يعد من الأحزاب القديمة، جعل أعضاء من القيادة الحزبية تثور على الأمين العام للحزب، مطالبين بانعقاد مؤتمر وطني، وفتح المجال للترشح لقيادة الحزب لمن تتوفر فيه الشروط اللازمة. وأبرز زيدان بان فتح باب الترشيحات لا تقصي الأمين العام المنتهية عهدته من دخول مجال التنافس مع آخرين، والفوز لمن يختاره الصندوق على حد تعبيره غير ان بن سالم رفض ذلك حسب ما ذكر زيدان، وأراد ان يبقى على رئاسة الحزب لمدة أطول، أي إلى غاية المحليات المقبلة المزمع إجراؤها نوفمبر المقبل. وحسب ذات المصدر فانه يستحيل كما قال استمرار الوضع كما هو عليه خاصة وان عهدة رئاسة الحزب قد انتهت في 8 مارس 2012، وقد فوض بن سالم من قبل المكتب الوطني للتحضير للاستحقاق الأخير، ليتم بعدها استدعاء القاعدة لعقد مؤتمر وطني، يتم خلاله اختيار الأمين العام الجديد الذي يقع عليه الإجماع من القاعدة، أو إعادة تزكية كمال بن سالم. ولغاية مغادرتنا لمقر الحزب الذي كان من المقرر انعقاد المجلس الوطني فيه، لاحظنا حالة من التشنج بين أعضاء المجلس منهم زيدان، والذي يوحي بأن الأمور قد تتجه نحو حركة تصحيحية في حالة عدم التوصل إلى إقناع القيادة الحالية بضرورة انعقاد المؤتمر الذي سيتم فيه الحسم في الإشكالية المطروحة .