أفادت مصادر برلمانية مطلعة بأن الصراع يكون قد بلغ أوجه بين كتلتي جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي للاستحواذ على مناصب محورية في مجلس الأمة، جراء تقارب حصة كل منهما من المقاعد عقب التجديد الجزئي الأخير، وخاصة رئاسة اللجان البرلمانية وشعبة مجلس الشورى المغاربي التي كان يرأسها سيناتور الأرندي، بن ساسي محمد لعروسي، المنتهية عهدته• فرغم أن توزيع المناصب يجري وفق حصة كل كتلة من المقاعد وبتوافق داخلي، إلا أن صراع الزعامة بين جبهة التحرير وغريمه التجمع الوطني الديمقراطي ورغبة كل منهما في تصدر الواجهة السياسية للبلاد انتقل إلى التنافس على لجان الغرفة العليا خاصة، وعلى هذا النحو قالت مصادر برلمانية ل ''الفجر'' أمس إن السباق احتدم بين الكتلتين حول رئاسة شعبة مجلس الشورى المغاربي الذي يتكون من 15 نائبا بالغرفة الأولى و15 آخرين من الغرفة السفلى، وهو المنصب الذي يتواجد في حالة شغور بانتهاء عهدة النيابة للسيناتور بن ساسي محمد لعروسي عن كتلة التجمع الوطني الديمقراطي• وتأمل كلا الكتلتين في ضم هذا المنصب من خلال عرض أسماء كفأة ومؤهلة ضمن قائمة الأسماء التي اقترحها كل من عبد العزيز بلخادم وشريكه أحمد أويحيى على رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، في إطار تجديد عضوية الثلت الرئاسي، والتي لاتزال قيد الانتظار تصنع ''سوسبانس'' الطبقة السياسية، ومن المرجح أن يعلن عنها في الساعات القليلة القادمة، بما أن مراسم التنصيب الرسمي للأعضاء الجدد ستتم اليوم الأحد، وفق بيان صحفي لمجلس الأمة• ويدخل هذا التنافس بين الأفالان والأرندي في سياق تموقع كل منهما في مؤسسات الدولة، وهو ما يحدث حول رغبتهما في الظفر برئاسة المجلس الوطني الاستشاري للجالية الجزائرية المقيمة بالخارج والاستحواذ على أكبر عدد من مناصبه، خاصة بالعواصم الاستراتيجية كباريس، لندن والقاهرة• وما زاد التنافس حدة هو تبادل التراشق بين قيادات الحزبين وتراجع تمثيل الحزب العتيد في انتخابات تجديد مجلس الأمة عقب تحالف الأرندي مع حزب العمال وخضوع بعض منتخبي الحزب العتيد إلى منطق البزنسة، حيث هدد أمين عام الأفالان بمعاقبة المتسببين في تراجع النتائج بالولايات المحسوبة على الحزب وحرمانهم من المشاركة في المؤتمر•