أبانت الجائحة العالمية كوفيد-19 عن واقع مُر يعيشه المعاق على ضوء انتشار الوباء العالمي وكل تلك التدابير الاحترازية للحد من العدوى، حيث أفاد المنسق الجهوي لجمعية «البركة» لمساعدة الأشخاص المعاقين على مستوى ولايات الشرق عبد الله بوخالفة نقصا كبيرا في توفير الحفاظات والكراسي المتحركة، كاشفا تسجيل حالات إصابة وسط هذه الفئة بينما لم تسجل أي حالة وفاة. أكد المنسق الجهوي لجمعية «البركة» لمساعدة الأشخاص المعاقين على مستوى ولايات الشرق عبد الله بوخالفة في اتصال مع «الشعب» تسجيل إصابات خفيفة بكوفيد_19 وسط المعاقين، في حين لم تسجل حالات وفاة بفيروس كورونا. وكشف في الوقت نفسه تفاقم معاناة ذوي الاحتياجات الخاصة بسبب الجائحة العالمية خاصة ما تعلق بتوفير الحفاظات والكراسي المتحركة لتوقف مختلف النشاطات والنقل. وأضاف في ذات السياق تأثير الوباء على هذه الفئة من الناحية الصحية بسبب حده لنشاطهم وحركتهم، بسبب التزام بيوتهم حسب ما أفاد به المنسق الولائي وكشف المتحدث في الوقت نفسه، تعرض الشخص المعاق في الجزائر للتهميش وكأنه مواطن من الدرجة الثانية، رغم ان العديد من الجمعيات نادت بضرورة إدماج فئة المعاقين في المجتمع، في السياق ذاته، اقترح إنشاء هيئة رسمية تابعة لرئاسة الجمهورية تتكفل بانشغالات ذوي الاحتياجات الخاصة بغية انصافهم والسهر على تطبيق القوانين الخاصة بهذه الفئة، فقد ضمن الدستور حقهم في العمل والسكن والحياة والدراسة. وفي هذا الصدد، أكد بوخالفة وجود اجحاف في حق المعاقين في الجزائر فهم يعيشون تحديا يوميا لإثبات جدارتهم وقدرتهم على العمل والتأقلم مع ظروف الحياة من اجل اندماج كامل مع المجتمع، بسبب غياب التهيئة العمرانية التي تأخذ الإعاقة بعين الاعتبار عن المؤسسات التربوية والإدارات العمومية ما جعلها غير مؤهلة لاستقبال هذه الفئة من المجتمع. واعتبر بوخالفة النقل أكبر معضلة يعانيها الشخص المعاق حيث يجد صعوبة في التنقل داخل المدينة وخارجها، بما في ذلك النقل الجامعي مما يضطره في أغلب الحالات الى إيقاف الدراسة، ما يعد اجحافا حقيقيا اتجاهه لقدرته على تحقيق نجاحات كبيرة في مشواره الدراسي، ما أبقي مستقبله رهين الظروف المحيطة من نقل وتهيئة عمرانية، ودعا السلطات المعنية الى إعادة تأهيل المرافق العمومية لاستقبال هذه الفئة حتى تنعم بحياة كريمة كباقي الأشخاص العاديين. وفي ذات السياق أشار بوخالفة الى الصعوبة التي يجدها المعاق في التأقلم مع تفاصيل حياته اليومية، فلابد من منحه استقلالية في التنقل إلى مكاتب البريد والبلديات والمدرسة، من خلال عمل السلطات المحلية على تهيئة الممرات، الأرصفة والطرقات، وكذا تكييف وسائل النقل حتى يتمكن المعاق من ركوبها. واعتبرها مشكلة عويصة حتى داخل المدن والمناطق الحضرية، فأغلب أصحاب الحافلات يرفضون نقل المعاق، ما جعل بعض الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يضعون نقطة النهاية لدراساتهم الجامعية. وذكّر المتحدث بأهمية اليوم العالمي للمعاقين الذي يصادف ال 3 ديسمبر من كل سنة، حيث اعتبره محطة للوقوف على ما تحقق في الميدان لصالح هذه الفئة من المجتمع، الى جانب كونه تاريخ يؤكد في كل مرة على ضرورة التكفل بانشغالاتها، قائلا: «نحن ضد احتفالات تسليم هدايا رمزية، نريد تكفلا حقيقيا بهذه الفئة، وكذا تطبيق القوانين خاصة المتعلق بالتوظيف، فمنذ سنة 2002 لم تطبق على أرض الواقع». وفي هذا الإطار، طالب المنسق الجهوي لجمعية «البركة» رئيس الجمهورية بالتدخل من أجل إنصاف هذه الفئة وإخراجها من معاناتها الكبيرة في المجتمع، منوها في الوقت نفسها بالمجهودات المبذولة من طرف الدولة الجزائرية من أجل التكفل بهذه الفئة، فالمسألة ليس في القانون اوالتشريع، لان الدستور القانون الأول في البلاد كفل حق المعاق في العمل والسكن والدراسة. وربط بوخالفة في هذا الصدد معاناة المعاق بالمشاكل التي يجدها على المستوى المحلي والبلديات والإدارات المحلية التي لا تتكفل بانشغالاته، فحتى بطاقة المعاق التي تعتبر أولوية بالنسبة له، أصبح يجد حرجا ومهانة في بعض الأحيان عند طلبها، لذلك اقترح بوخالفة تخصيص أماكن لاستقبال هذه الفئة حتى تنعم بحياة كريمة. وفي سياق الاحتفال باليوم العالمي للمعاقين، كشف بوخالفة أن جمعية «البركة» لمساعدة الأشخاص المعاقين سطرت برنامجا خاصا بهذه المناسبة تمثل في زيارات تضامنية وتكريمية للأطفال المعاقين المتمدرسين بولاية باتنة، كما تم تنصيب المكتب الولائي للجمعية ببلدية جمورة بولاية بسكرة، يتكون من 5 أعضاء.