عقد مجلس الأمن الدولي، أمس الاثنين، جلسة عبر تقنية التحاضر عن بعد، يبحث خلالها التعاون بين منظمة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية في حفظ الأمن والسلم الدوليين. من المقرر أن يقدم كل من الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، والأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إحاطة خلال هذه الجلسة التي ستعقد بمبادرة من دولة تونس، رئيس مجلس الأمن لشهر يناير الجاري. يتم تنظيم هذه الجلسة بهدف تعزيز التعاون بين منظمة الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية في حل النزاعات، خاصة وأن العديد من المواضيع المدرجة على جدول أعمال المجلس تتعلق بأزمات تشهدها دول عربية في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا. كما سيشكل فرصة لزيادة التعاون بين مجلس الأمن وجامعة الدول العربية، من أجل تحسين الأمن الجماعي، خاصة على المستوى الإقليمي، وكذلك التفكير في التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاقات المبرمة بين الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية وكذلك البيانات الصادرة من قبل رئيس مجلس الأمن وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة. سيمكن الاجتماع أيضا من متابعة أنشطة مكتب الاتصال التابع للأمم المتحدة لدى جامعة الدول العربية، ودراسة سبل تعزيز دورها وهيكلها المؤسسي، وتشجيع التنسيق المكثف بين جامعة الدول العربية ومبعوثو الأممالمتحدة الخاصون بحسب الاقتضاء. في معالجة الأزمات الحالية في الشرق الأوسط، ودعم الجهود التي تبذلها المنظمتان للمساعدة في تحقيق ذلك. باعتبار أن كل من غوتيريش، وأبو الغيط، قد دعيا مع بداية تفشي وباء (كوفيد-19) إلى وقف إطلاق النار في مناطق النزاع، فمن المتوقع أن يناقش المشاركون في الاجتماع، كيف تكمل دعوات وقف إطلاق النار هذه بعضها البعض والجهود المبذولة لتنفيذه. بات موضوع تحسين الشراكة والتعاون مع المنظمات الإقليمية، يكتسي أهمية متزايد بالنسبة لمجلس الأمن الدولي وأطراف أخرى من منظومة الأممالمتحدة، التي نص الفصل الثامن من ميثاقها (الأممالمتحدة) على التعاون والشراكة بين المجلس والمنظمات الإقليمية ودون الإقليمية. في هذا الإطار، فقد تم رصد زيادة في التشاور مع جامعة الدول العربية - التي كانت أول منظمة إقليمية تحظى بصفة مراقب في الجمعية العامة - كما خاطب ممثلون عن الجامعة، مجلس الأمن في عديد المناسبات، على خلفية انتشار النزاعات والصراعات الإقليمية. يصدر الأمين العام كل سنتين تقريرا عن التعاون بين الأممالمتحدة والمنظمات الإقليمية، آخر تقرير ذي صلة نشر في 11 سبتمبر الماضي، وكان قد سلط الضوء على «المسافة الفاصلة بين مجالات التعاون المتعددة مع جامعة الدول العربية».