أبهر الدولي الجزائري هشام بوداوي عشاق «الليغ 1» الفرنسية بالمستوى الكبير الذي ظهر به في تنقل فريقه نيس إلى رين لمواجهة الفريق المحلي، ومساهمته في عودة أصحاب الزي الأحمر والأسود إلى سكة الانتصارات بهدفين لواحد بعد ثلاث هزائم متتالية ضد كل من باريس سان جيرمان ومارسيليا وميتز، تألق جعله يتصدّر العناوين الأولى للإعلام الفرنسي الذي أشاد مطولا بابن الصحراء الجزائرية. خطف بطل إفريقيا كل الأضواء من لاعبي بطولة «الليغ 1» الفرنسية وزملائه في الفريق، بعدما أضحى النجم رقم واحد للأنصار، منذ تعيين المدرب أدريان يورسيا على رأس العارضة الفنية لفريق الجنوب الفرنسي خلفا لبطل العالم باتريك فييرا، حيث غيّر المدرب الروماني تمركزه وثبته في منصب مدافع أول في وسط الميدان، وأمام رين أعطى له دورا هجوميا حين طلب منه الربط بين خطي الوسط والهجوم على الجهة اليسرى من هجوم الفريق، منصب يظهر فيه بوداوي لأول مرة منذ تقمصه ألوان نادي نيس، بعدما لعب في السابق في 6 مناصب مختلفة بوسط الميدان وهجوم نيس، وهو ما جعل لاعب الخضر يفجر إمكانياته ويخرج من قوقعته ويترك الجميع يتحدث عنه.هذا، وساهم بوداوي في السيطرة على خطّ الوسط بتحركاته السريعة فوق أرضية الميدان، وتقديمه كرات دقيقة نحو زملائه في الهجوم، كما أقلق كثيرا دفاع رين الذي ارتكب عليه الكثير من الأخطاء التي كلل إحداها بجلب ركلة جزاء، بعدما راوغ عددا من لاعبي المنافس في منطقة العمليات، وتعرض لعرقلة سمحت للفرانكو جزائري أمين غويري المرشح بقوة لتدعيم صفوف الخضر من فتح باب التهديف.في ذات السياق، تفوق ابن مدينة بشار على الموهبة الفرنسية الصاعدة ولاعب المنتخب الفرنسي كامافينغا السريع، أين عجز الأخير عن إيقافه والتغلب عليه، وهو ما أقلق كثيرا الموهبة الفرنسية ما جعله يتدخّل عليه بخشونة في أكثر من مناسبة. كما أن احصائيات خريج مدرسة بارادو كانت مذهلة، بعدما كانت كل قذفاته نحو المرمى داخل الإطار بنسبة مائة بالمائة، وكان معدل تمريراته الناجحة مرتفعا بنسبة 85%، كما قدّم كرة مفتاحية وصنع الفارق في مرواغتين، وتغلب في سبع صراعات ثنائية أرضية، ما جعله ينال أعلى تنقيط في المواجهة من صحفة «ليكيب» الفرنسية بعلامة ثمانية من عشرة، ونال على إثرها لقب رجل المباراة، رغم خروجه المبكر بسبب إصابة على مستوى الكاحل. يورسيا: بوداوي تغلب على أمل الكرة الفرنسية كامافينغا في سياق آخر، صنع تصريح مدرب فريق نيس الحدث بعد نهاية المواجهة عبر مواقع التواصل الاجتماعية، حيث أكد قائلا «بوداوي كان وحشا فوق أرضية الميدان، بدليل أن لا أحد استطاع إيقافه أو السيطرة عليه». وأضاف، «استولى على خط الوسط، وكان مذهلا أمام أمل كرة القدم الفرنسية كامافينغا الذي وضعه في حرج». وختم قائلا، «كنت أعلم أنه مصاب لكن المردود الذي قدمه جعل تعويضه بلاعب آخر أمرا صعبا». من جانبه الصحفي الفرنسي باتريك جوليارد غرد على التويتر مؤكدا أن بوداوي بدأ يلعب أخيرا دون مركب نقص، وهو ما جعله يخرج تشكيلة نيس من قاع البحر، كما أوضح أنه بفضل أدائه القوي ونجاعة زميله أمين غويري أضحى نيس يملك مجموعة تنافسية. يتجّه لخلافة بن ناصر في تشكيلة بلماضي من جهة أخرى، أداء بوداوي في الجولة الأخيرة سيمنح حلولا إضافية لمهندس التتويج القاري جمال بلماضي في تربص شهر مارس المقبل، الذي ستتخلله مواجهتين رسميتين ضد كل من زامبيا وبوتسوانا في إطار الجولتين الخامسة والسادسة من التصفيات المؤهلة لكأس أمم إفريقيا 2022، خصوصا بعدما أبهر الجميع في منصب متوسط ميدان رابط بين خطي الوسط والهجوم من الجانب الأيسر، وهو المنصب الذي اعتاد جوهرة الميلان إسماعيل بن ناصر المصاب شغله منذ نهائيات «كان» مصر 2019، الأمر الذي يؤكد بأن بلماضي سيستعين بنسبة كبيرة ببوداوي في مباريات الشهر المقبل، هو الذي يغيب عن تربصات الخضر منذ تاريخ الفيفا لشهر أكتوبر 2019، بسبب غيابه عن المنافسة الرسمية في الأشهر الأولى بعد تعاقده مع فريق نيس وتعرضه للإصابة تارة أخرى.يذكر، أن صاحب 21 ربيعا خاض هذا الموسم 22 مواجهة، بينها أربع مباريات في منافسة اليوروباليغ، تمكن خلالها من تسجيل هدف، وتقديم تمريرتين حاسمتين، وجلب ركلتي جزاء في 1411 دقيقة لعبها منذ انطلاق الموسم، منصبا نفسه سادسا في الترتيب العام للدوليين الجزائريين الأكثر حصدا لدقائق اللعب في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، بعد المتصدر رياض محرز وفريد بولاية والمدافعين عيسى ماندي ورامي بن سبعيني والمهاجم أندي ديلور.