فكرة جيدة تلك التي بادر إليها المجلس الشعبي الولائي بمستغانم بإطلاقه استقصاءً إلكترونيا للبحث عن الأفكار المبتكرة وحاملي المشاريع وسط الشباب. في الوقت الذي عرفت فيه هذه الولاية، التي لا تبعد إلا ساعات قليلة عن إسبانيا باستعمال زورق مطاطي أو قارب تقليدي الصنع، «هجرة» خلفت مآسي. الفكرة مهمة جدا وتستحق التشجيع، لكونها تحاول بشكل جاد أن تلبي طموحات الشباب الذين خنقتهم أفكارهم وتحولت مشاريعهم إلى سراب بفعل الفاقة أحيانا والعراقيل الإدارية التي تضعها بعض الجهات متاريس أمام كل مبادرة يطرحها هؤلاء وهم في زمن الاستسقاء. ربما تمطر السماء من خلال هذه المبادرة، لكن يجب أن نعمل على مساعدة الشباب على تحقيق الحلم وتجسيد أحلامه على هذه الأرض الخصبة التي يسقيها الغيث كما سقتها دماء الشهداء، فلا تنبت إلا طيبا طاهرا. بدل الحديث في الزوايا المغلقة وعلى المواقع، اختار المنظمون في مستغانم العلم (استقصاء إلكتروني) والتنقيب عن الأفكار المبتكرة والمؤسسات الناشئة في أرض الشباب (الميدان بدل المكاتب)، ليمدوا يدا إليهم ربما تكف عنهم وهم «الجنة المفقودة هناك» لعلهم يحملون يوما إلى أمهاتهم علبة حلوى وباقة ورد، بدل أن يحملوا على الأكتاف أو لا يظهر لهم أثر أو يتم عدادهم ضمن المفقودين في عرض البحر. الارتكاز على الرقمنة والمعرفة لبناء وترقية مقاولات الشباب، خيار استراتيجي تعوّل عليه الدولة، كما قال الرئيس تبون في أكثر من مناسبة، من أجل تطوير المؤسسات المصغرة والناشئة التي تعد من مقومات الاقتصاد الجديد. ولن يتأتى ذلك إلا بتجاوز «العراقيل البيروقراطية المحبطة» التي يواجهها غالبا الشباب من حاملي المشاريع. لأجل هذا يتعين علي الشباب أن يضع ضمن أولوياته مواكبة الطفرة التكنولوجية وما أوجدته من تطبيقات إلكترونية ونماذج رقمية فائقة الدقة لمحاربة البيروقراطية وتحقيق حلم التغير نحو الأفضل.