أبرز رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، اليوم الخميس أهمية الارتكاز على الرقمنة والمعرفة لبناء وترقية اقتصاد وطني قوي وتنافسي، معتبرا إياه خيارا استراتيجيا. وقال الرئيس تبون في رسالة بمناسبة اليوم الوطني للصحافة المصادف ل22 أكتوبر من كل سنة، إن "الارتكاز على الرقمنة والمعرفة لبناء وترقية اقتصاد وطني قوي وتنافسي هو خيار استراتيجي نعول عليه كثيرا من أجل تطوير خدمات جديدة وكذا الاستثمار في ثروات مكملة للنفط تكون قابلة للتصدير ولاستحداث القيمة المضافة لاسيما من خلال المؤسسات المصغرة والناشئة التي تعد من مقومات الاقتصاد الجديد". وأكد عزم الدولة على تجاوز "العراقيل البيروقراطية المحبطة" التي يواجهها غالبا الشباب حاملي المشاريع بالاتجاه نحو "حكومة إلكترونية تعمل على الاستفادة القصوى من مزايا الرقمنة لاسيما من حيث ربح الوقت والمال والجهد والتحكم في البيانات والمستندات ومراقبة التحويلات المالية تجنبا للتصرفات المشبوهة وغير القانونية التي ميزت إلى عهد قريب علاقة الإدارة بما عرف +برجال الأعمال والمستثمرين+". وبعد أن أشار إلى ان الاقتصاد الوطني والخزينة العمومية تأثرا ب"شكل بليغ" من هذه "التصرفات الخطيرة"، أكد الرئيس تبون أنه لأجل هذا "يتعين علينا وضع الأمن المعلوماتي ضمن أوليات بناء الجزائر الجديدة من خلال إعداد الأطر القانونية والآليات اللازمة لمواكبة الطفرة التكنولوجية وما أوجدته من تطبيقات إلكترونية ونماذج رقمية فائقة الدقة". إقرأ أيضا: الرقمنة .. عجلة لدفع التنمية في الجزائرالجديدة وتعزيزا لهذا الجانب، أوضح رئيس الجمهورية أن "إعداد المورد البشريِ المؤهل وتطوير البنى التحتية الخاصة بمجال الرقمنة سيسمح في آن واحد بالاستفادة من فوائد الرقمنة إلى جانب التصدي لمخاطرِ السيبريانية على أمن البلاد وعلى منظومة الحقوق والحريات الفردية والجماعية"، مؤكدا أن "كافة المؤسسات مطالبة عاجلا غير آجل بإعادة هيكلة نفسها والاندماج في عالم الخدمات الإلكترونية الذي أضحى واقعا لا مفر منه وقاسما مشتركا يميز بمستويات متفاوتة حياة الشعوب ونشاط الحكومات عبر العالم". وأضاف في نفس السياق أن "هذا الواقع المبني على التحول الرقميِ السريع يوفر للحكومات و للقطاعِ الخاص فرصا هائلة للانتشار والتوسع بين مختلف شرائحِ المجتمع وفئات المواطنين بل يتعدى مداه كل الحدود". وسجل الرئيس تبون بارتياح شروع بعض القطاعات في تبني العملية من خلال وضعِ أرضيات رقمية خاصة، مشيرا إلى الدور المنوط بالمجتمعِ المدني ل"مرافقة هذه الجهود بالتوعية والتحفيز للإقبال على الرقمنة والحلول التكنولوجية كخيار لا بديل عنه لبناء الجزائر الجديدة التي وقع شهادة ميلادها الحراك الشعبي المبارك". وخلص الرئيس بالقول أن "في هذا السياق يتعين على المواطن الذي يقع في قلب التحول الرقمي الاندماج بقوة في هذه العملية عن طريق اكتساب نمط تفكير جديد وانتهاجِ أسلوب حياة يتماشى مع الحلول الإلكترونية المبتكرة التي توفرها المؤسسات الوطنية كالدفع الإلكتروني ومختلف المعاملات الإدارية والاقتصادية". للإشارة يحتفل باليوم الوطني للصحافة في 22 أكتوبر من كل سنة، وهي المناسبة نفسها التي يعلن فيها عن أسماء الفائزين بجائزة الصحفي المحترف التي تنظم هذا العام تحت شعار: "الرقمنة ... جسر نحو الجزائر الجديدة".