تم أول أمس تكريم فنانين بمناسبة الذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية، ويتعلق الأمر بكل من الخطاطين الكبيرين عبد الحميد اسكندر ومحمد بن السعيد شريفي، والمنمنم محمد غانم، والتي جاءت تقديرا وتثمينا لمسيرتهم الفنية الحافلة بالإبداعات طيلة نصف قرن سنة من الاستقلال. وقد أقيم على شرف الفنانين الثلاث حفل على مستوى المتحف الوطني للمنمنمات، الزخرفة وفن الخط، حيث بينت بهذه المناسبة أسماء مصدع، مترجمة بذات المتحف، ل”الشعب” أن المبادرة كانت من مؤسستهم وبالتنسيق من وزارة الثقافة، مؤكدة أن المكانة والأعمال التي قدمها الفنانين السابق ذكرهم وبصمتهم طيلة خمسين سنة “هي التي تتكلم عنهم وتجعلنا نخصص لهم هذه الالتفاتة في هذه المناسبة العظيمة، فعلى العكس كان واجبا علينا باعتبارنا مؤسسة ثقافية متخصصة في هذه الأنواع الفنية أن نلتفت إلى هؤلاء العمالقة الثلاث”. سلم التكريمات مدير المتحف مصطفى بلكحلة، إلا أن الحفل سجل غياب كل من الخطاط شريفي والمنمنم محمد غانم، حيث تسلم التكريم بدلا عن الأول تلميذه بودودة، والذي قرأ قصيدة كتبها شاعر ابن بريان عن ذات الخطاط شريفي بمناسبة كتابته أول مرة للمصحف الشريف. وناب عن المنمنم غانم نجله مصطفى، الذي اعتذر عن عدم حضور أبيه بسبب المرض، وكبر سنه”87 سنة”، حيث أكد ل”الشعب” انه في السنوات الأخيرة “هناك التفاتات لا باس بها لمثل هذه الأسماء الفنية التي قدمت الكثير وأبدعت في ميادينها”، متحدثا على مسيرة والده، تلميذ محمد راسم، التي ميزتها مشاركات وتتويجات داخل وخارج الوطن، متمنيا من شباب اليوم رفع المشعل والتفاني في تقديم العمل الجاد والإبداعات التي من شانها الرقي والتعريف بالفن الجزائري في مختلف المجالات. كما ثمن من جهته عبد الحميد اسكندر المجهودات التي يبذلها طاقم المتحف الوطني للنمنمات الزخرفة وفن الخط العربي، والتي ترمي في مجملها إلى خلق جسور التواصل بين أبناء الفنون الثلاث الداخلة في اختصاصاته، هذه الفعاليات التي تساعد في دفع الشباب إلى الأمام ومنحهم الفرص لإخراج إبداعاتهم إلى النور والتعريف بها مع احتكاكهم مع نظرائهم في الميدان داخل وخارج الوطن. وقد احتضن بالمناسبة قصر مصطفى باشا معرضا، ضم أهم أعمال الفنانين الثلاث، من لوحات ضمت كتابات مخططة لكل من اسكندر، وشريفي، وأخرى في فن المنمنمات لغانم، إضافة إلى احتواء المعرض لنسخة من المصحف الشريف من بين الأربعة برواية ورش وحفص لشريفي.