الجزائر استوردت 50 ألف جرعة أقدمت عديد حكومات دول لاسيما أوروبية، خلال هذا الأسبوع على تعليق أو حظر استعمال لقاح أسترازينيكا/أكسفورد المضاد لفيروس «كورونا»، جراء المشكلات المتعلقة بالآثار الجانبية لاستخدامه والتي وصلت البعض منها إلى الوفاة. آثار اللّقاح البريطاني الجانبية خطيرة جدا، بحسب ما تطرقت له تقارير صحفية دولية، ما دفع بألمانيا وفرنسا وإيطاليا، يوم الاثنين، لتوقيف استخدامه، مما جعل حملة التطعيم المتعثرة في أوروبا تتحول إلى فوضى. وفي السياق، توقفت الدنمارك والنرويج عن استخدام اللقاح، الأسبوع الماضي، بعد تسجيل إصابة حالات منفردة بنزيف أو جلطات دموية أو انخفاض في الصفائح الدموية بعد تلقيه، وحذت إيسلندا وبلغاريا حذوهما، وأعلنت إيرلندا وهولندا تعليق استخدامه يوم الأحد. اللّقاح متهّم إلى أن تثبت براءته تعد الجزائر من الدول المعنية بلقاح أسترازينيكا بعد ما استوردت 50 ألف جرعة منه، يوم 1 فيفري المنصرم، ما يتطلب بحسب رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، مصطفى خياطي، الحيطة والحذر إلى غاية معرفة الأسباب التي أدت لتسجيل تلك المضاعفات. وذكر خياطي في اتصال هاتفي مع «الشعب ويكاند»، أن هذا اللقاح البريطاني لم تسجل بسببه أي مشاكل في بريطانيا حيث تم تلقيح أزيد من 15 مليون مواطن دون أن تحدث مشاكل متعلقة به مثلما وقعت في عديد الدول الاسنكدنافية خاصة والأوروبية عامة. أوضح في هذا السياق الظاهر أن الكميات التي بيعت للدول الأخرى ظهرت فيها عينات تسببت بمشاكل صحية خطيرة عندهم، مثل تكبد الدم ليضيف: «الأن هنالك دراسات حوله ولا يمكن الجزم بأن أسترازينيكا هو المشكل دون أسباب أخرى». مجلس اللّجنة العلمية هو السيّد من جهته، قال المدير العام للهياكل الصحية وعضو لجنة رصد ومتابعة تفشي فيروس كورونا في الجزائر، إلياس رحال، في اتصال هاتفي مع «الشعب ويكاند»، إن كل ما يتعلق بلقاح أسترازينيكا بيد مجلس اللّجنة العلمية، وهو المخوّل بالحديث عن أي جديد حوله في الوقت المناسب. في سياق آخر، أكد إطار بوزارة الصحة بأن عملية التلقيح ومنذ انطلاقها، يوم 30 جانفي الماضي، تسير بشكل عادي ودون مشاكل، مضيفا: «الجزائر في مقدمة الدول فيما يتعلق بتسيير عملية التلقيح ضد كورونا، وإذا تم تسجيل أي مشكل فإن وزارة الصحة لن تتأخر في كشفه وإبلاغه للرأي العام. عملية التلقيح في الجزائر ليست جماهيرية البروفيسور خياطي وصف من جهته عملية التلقيح ضد كورونا بالجزائر بغير الجماهيرية والتي لازالت مقتصرة على فئات معينة مثل الأطقم الطبية وعمال القطاع الصحي وبعض القطاعات الأخرى، داعيا إلى ضرورة تسريع العملية ليستفيد منها الجميع. أرجع رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، هذا التأخر إلى كمية اللقاحات التي تم اقتناؤها، متابعا: «تم استيراد كمية محتشمة جدا لأن الجزائر كالدول الأخرى قرارها مرتبط بما يوجد في السوق، لأن الصعوبة في اقتناء اللقاح لا تجعلك تقتني أي لقاح من اللقاحات المتوفرة».