بعد تعليق عدة دول استخدام لقاح "أسترازينيكا" البريطاني السويدي، بسبب مخاوف من تسببه بجلطات دموية، نفى عضو اللجنة العلمية لرصد ومتابعة جائحة كورونا، الدكتور إلياس أخاموك، تسجيل أي أعراض خطيرة بعد تطعيم الجزائريين بأول دفعة من هذا اللقاح والمقدّرة ب50 ألف جرعة. طمأن الدكتور أخاموك الجزائريين بخصوص لقاح "أسترازينيكا"، وقال في تصريح ل"الخبر" إن "هذا اللقاح يعد الأكثر استعمالا في العالم، بدليل تم تطعيم 5 ملايين شخص، وسجلت 30 حالة إصابة بتخثر الدم، قد يكون سببها حزمة فقط من هذا اللقاح". وأضاف عضو اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا أن "الدفعة الأولى من لقاح "أسترازينيكا" والمقدّرة ب50 ألف جرعة، استنفذت دون تسجيل أية مضاعفات خطيرة، باستثناء أعراض خفيفة تشبه أعراض اللقاحات الكلاسيكية المضادة للأنفلونزا الموسمية، والمتمثلة في ألم في موضع الحقنة، الحمى والصداع". وأشار أخاموك إلى أن "اللجنة العلمية تتابع تطور حملة التطعيم سواء بلقاحات "أسترازينيكا" أو "سبوتنيك الروسي"، وتتواصل مع الشبكة الوطنية لليقظة الصيدلانية واستعمال الأدوية الكيمياوية، التي تعمل على تشجيع وتحفيز الأطباء على ضرورة التصريح بمختلف الأعراض الجانبية للأدوية الكيمياوية". من جانبه، أكد الدكتور بوخاري يوسف، المكلف بالاتصال لدى مديرية الصحة والسكان بوهران، في تصريح ل"الخبر"، عدم تسجيل أية مضاعفات ثانوية بعد حملة اللقاح ضد "كوفيد 19" وأثناء إجراء اللقاح الثاني بعد 21 يوما. وفي رده على سؤال حول النقاش الدائر بخصوص تسجيل مضاعفات بعد إجراء لقاح "أسترازينيكا" في بعض البلدان الأوروبية التي قررت توقيف اللقاح بعد ملاحظة إصابات بالإسهال والحمى، أوضح قائلا "تحصلنا على كمية 150 لقاح من نوع "أسترازينيكا"، تم تخصيصها لشركة وطنية وجرت عملية التلقيح بنجاح دون تسجيل مضاعفات تذكر لحد الساعة، على غرار كل اللقاحات الأخرى الروسية والصينية، ما عدا بعض الأعراض البسيطة المسجلة بعد الساعات الأولى من تلقي اللقاح وفي فترة الملاحظة الطبية زالت مع مرور الوقت". وكشف المتحدث عن استفادة 220 مقيم بدور العجزة من التلقيح وستنتهي العملية يوم الخميس القادم، والعملية التي أخضعت للمقيمين في ديار الرحمة البالغ عددهم 54 مقيما من بينهم معاقين ذهنيا وأشخاص من دون مأوى". وقد شرعت مختلف المؤسسات الصحية باستدعاء الأشخاص المسنين الذين يفوق سنهم 65 سنة للحصول على التلقيح بمعدل 100 إلى 150 شخص يوميا. واعترف الدكتور أن "إقبال مستخدمي قطاع الصحة على التلقيح، البالغ عددهم أكثر من 70 ألف شخص، لا يزال محتشما، حيث تم تلقيح 640 شخص فقط لحد الساعة في انتظار تلقيح البقية بناء على كميات اللقاح التي تتلقاها الولاية كل 15 يوما، حيث بلغت آخر كمية 7800 جرعة لقاح". ووضعت المديرية تحت تصرف مجلس أخلاقيات مهنة الطب، كمية من اللقاح للأطباء الخواص، سمحت بتلقيح 150 طبيب للسماح لهم بممارسة نشاطهم الطبي لمواجهة وباء كورونا وخطر العدوى الذي يتهددهم، خاصة بعد تسجيل وفاة العديد من المختصين في مختلف التخصصات رغم احترامهم للتدابير الإحترازية الصحية المنصوص عليها في بروتوكول منظمة الصحة العالمية، حيث خسرت وهران أسماء كبيرة من الصعب تعويضها وتكوين أمثالهم.
وبخصوص خريطة لقاحات كورونا، أصبحت إيرلندا آخر دولة تعلّق استخدام لقاح "أسترازينيكا" على خلفية المخاوف المرتبطة بتسببه بجلطات بالدم، في وقت تسعى دول العالم لتكثيف عمليات التطعيم ضد فيروس كورونا. وقال وزير الصحة الإيرلندي في تغريدة على تويتر إن الخطوة "احترازية". وجمّدت دول عدة، بينها الدنمارك والنرويج وبلغاريا، الأسبوع الماضي، استخدام اللقاحات التي تصنّعها شركة الأدوية السويدية البريطانية العملاقة، على خلفية المخاوف المرتبطة بتسببها بجلطات دموية، حسب وكالة الأنباء الفرنسية.
ماذا تقول منظمة الصحة العالمية؟
أما منظمة الصحة العالمية، فقالت إنه لا يوجد سبب لوقف استخدام لقاح فيروس كورونا الذي تنتجه الشركة البريطانية_السويدية. ويأتي بيان المنظمة بعد وقت قصير من انضمام بلغاريا وتايلاند إلى ثلاث دول اسكندنافية علقت التطعيمات باللقاح. كما قالت الهيئة المنظمة للأدوية في الاتحاد الأوروبي، إنه لا يوجد ما يشير إلى أن لقاح أكسفورد – أسترازينيكا ضد فيروس كورونا مرتبط بزيادة خطر الإصابة بجلطات الدم.
أسترازينيكا: لا توجد دلائل على زيادة خطر حدوث تجلط في الدم
وفي أول رد لها، أكدت شركة "أسترازينيكا" المصنّعة للقاحات ضد فيروس كورونا المستجد، أول أمس، إنها أجرت مراجعة على من تلقوا لقاحها لفيروس كورونا أسفرت عن عدم ظهور دلائل على زيادة خطر حدوث تجلط في الدم. وقالت الشركة في بيان لها "إن مراجعة دقيقة لجميع بيانات السلامة المحتملة لأكثر من 17 مليونا حصلوا على التطعيم من كوفيد-19 بلقاح أسترازينيكا في الاتحاد الأوروبي وبريطانيا، لم تُظهر دلائل على زيادة خطر الانسداد الرئوي أو تجلط الأوردة العميقة أو قلة الصفائح في أي فئة عمرية محددة أو جنس معين أو في أي بلد بعينه". وأضافت "في الواقع تبلغ الأعداد المسجّلة لأحداث كهذه بالنسبة للقاح أسترازينيكا المضاد لكوفيد-19، أقل من العدد الذي كان ليسجّل بشكل طبيعي في أوساط السكان غير المحصّنين".