تشهد مصالح الحالة المدينة بولاية غليزان في هذه الفترة من فصل الصيف ضغطا كبيرا، جراء الاقبال المتزايد عليها من طرف المواطنين ومختلف الشرائح، لاستغلال شهادات الميلاد ومختلف الوثائق الإدارية التي يحتاجها الشباب خصوصا، لتكوين ملف التوظيف والتسجيل الجامعي، وغيرها من الحاجيات الأخرى. وتعدّ بلدية وادي الجمعة واحدة من البلديات التي تشهد هذه الحالة من الضغط يوميا، حيث أضحى عمل رئيس البلدية منصبا على التسيير الحسن لهذا المرفق، من خلال السهر على تقديم الخدمة في وقتها المحدد، خوفا من أي انزلاقات قد تأخذ مجرى آخر، خصوصا وأنّ هذه البلدية معروفة باحتجاج سكانها، وشهدت هذه الأحداث في العديد من المرات لأسباب مختلفة. زيارتنا إلى مصلحة الحالة المدنية بوادي الجمعة، أظهرت ما يعاني منه عمال هذه المصلحة، وسط قلق طالبي الوثائق الإدارية، الذين يطالبون رغم العدد المعتبر داخلها من الحصول على مبتغاهم في الوقت المناسب، متذمّرين من الطوابير التي أضحت تميّز هذا المكان، من الساعة الثامنة من فتح هذا المرفق العمومي وإلى غاية غلق الأبواب. ساهمت فترة التسجيلات الجامعية بشكل كبير في تزايد الطلب على شهادات الميلاد، حيث جعل مصالح بلدية وادي الجمعة تعمل على تسخير عمالها، وتدعيم المصلحة من مصالح أخرى، خاصة بالنسبة لعمال الإدماج المهني من المتخرجين من الجامعات، والذين يزاولن عملهم بالبلدية، الأمر الذي أعطى حيوية لهذه المصلحة في تفادي التأخر الحاصل لتقديم الوثائق الإدارية في وقت مناسب. وأوضح رئيس بلدية وادي الجمعة بن عيسى بلعمش في حديث مع “الشعب”، بأنّ عمله في هذه البلدية أضحى موجّها بشكل كبير نحو مصلحة الحالة المدنية، التي تعرف يوميا استخراج قرابة 400 شهادة ميلاد في اليوم الواحد، الأمر الذي دعا إلى تقديم تعليمة لتعزيز هذه المصلحة بعمال آخرين، مؤكدا أنّ مصلحته يسيّرها فقط 4 عمال دائمين، وأرغم الحال على توجيه عمال الإدماج المعني وعددهم 8 للمساعدة، من أجل تقديم الخدمة للمواطن في ظروف حسنة. وأكّد محدّثنا أنّ عمل مصلحة الحالة المدنية أصبح مرهقا، في ظل معاناة ذات المصالح مع العدد المعتبر الذي تستقبله يوميا خصوصا من طلبة الجامعة، الذين هم مقبلون على التسجيلات أو الشباب الباحث عن العمل. وساهم الإقبال المعتبر على هذه المصلحة في ظهور مشكلة ندرة شهادات الميلاد، حيث أفاد رئيس بلدية وادي الجمعة أنّ مصالحه تستفيد أسبوعيا من 750 وثيقة شهادة الميلاد، في حين أنّ تعداد سكان البلدية يفوق 24 ألف نسمة، الأمر الذي يطرح مشكلة الندرة التي تجعلنا يقول محدثنا نتنقّل نحو بلديات أخرى من ولايات مجاورة، استغلال لعامل الصداقة لتوفيرها. يستفيد عمال هذه المصلحة من عطلتهم السنوية بشكل عادي يضيف بن عيسى بلعمش، حيث يسيّر هذا الحق وفق مخطط يتم التناقش حوله، بعيدا عن تعطيل أي خدمة تتعلق بالمواطن بشكل مباشرا، ولا يتأتّى ذلك إلاّ بعد تكليف المهمة لعمال من مصالح أخرى، ويكون ذلك على طريقة التناوب. وتشكّل مصلحة الحالة المدنية كبوسا في وجه المواطن، خاصة في بلدية وادي ارهيو، الذي ونظرا لموقعها وتوفرها على مستشفى، وهو قبلة لجميع البلديات الواقعة في الجهة الشرقية من إقليم الولاية غليزان، ما يجعل تقديم الخدمة في هذه المصلحة أمرا عسيرا، والحصول على شهادة الميلاد يتطلب الصبر لأيام، بعد إيداع الطلب. وغالبا ما يتدخّل المواطن في مناوشات مع عامل المصلحة، بعدما يؤدي القلق وضرورة الحصول على هذه الشهادة في الوقت المناسب، بعيدا عن أي تأخر قد يقضي على مستقبله في المشاركة بالمسابقة التي تفتح قطاعات عمومية.