أحيت مدينة القليعة بتيبازة، أمس، الذكرى ال 65 لاستشهاد البطل سويداني بوجمعة، عضو مجموعة ال 22 المفجرة لثورة التحرير، والذي سقط في ميدان الشرف بمنطقة واد مزافران يوم 16 أفريل من عام 1956. شكّلت ذكرى استشهاد البطل سويداني بوجمعة، مناسبة للأسرة الثورية وأفراد من عائلته وكذا السلطات المدنية والعسكرية لتيبازة من أجل قراءة فاتحة الكتاب ترحما على روحه الطاهرة ووضع باقة من الزهور بالمعلم التذكاري المخلد لاستشهاده وتذكر مناقب وتضحيات الرجل. وأجمع المشاركون في هذه الوقفة الرمزية على قيمة الشهيد سويداني بوجمعة الذي كان يتمتع بذكاء وعبقرية خاصة، ما سمح له بتبوّء مناصب قيادية إبان ثورة نوفمبر المجيدة، فضلا عن شخصيته القوية وشجاعته النادرة. وظهر على سي بوجمعة، ابن مدينة قالمة، نضجه السياسي وهو في سن مبكرة، قبل أن ينال شرف الاسشتهاد وسلاحه في يده إثر كمين نصبه له العدو بواد مزافران وقاد مقاومة شرسة في وجه قوات الاحتلال. ويعد الشهيد البطل سويداني بوجمعة، الملقب باسم سي الجيلالي من خيرة أبناء الوطن، حيث التحق بصفوف الكشافة الإسلامية وظهرت عليه ملامح النضال، فانخرط في صفوف حزب الشعب سنة 1942 قبل أن ينظم إلى المنظمة الخاصة ويشارك في العملية الشهيرة «الهجوم على بريد وهران»، ويشارك في الإعداد والتخطيط لعديد العمليات بقالمة. كما تأثّر «سي الجيلالي» بعمق بمجازر الثامن ماي 1945 قبل أن يتمرّس في السياسة ويواصل دربه في النضال وتخصصه في مجال الأسلحة من 1948 إلى 1950، حيث انتقل إلى الجزائر العاصمة لتدريب الثوار على استعمال الأسلحة. وأدّى سويداني بوجمعة دورا بارزا في اندلاع الثورة التحريرية، حيث شكّل أحد أعضاء اللجنة الثورية للوحدة والعمل، التي تأسّست مطلع سنة 1954 تحضيرا لاندلاع الثورة، أين تقلّد منصب قائدا لناحية متيجة حارب فيها العدو الفرنسي بشراسة إلى أن وافته المنية إثر سقوطه في حاجز لقوات الاستعمار بواد مزفران.