أكد المدير العام للمستشفى الجامعي لمين دباغين المعروف ب«مايو» بار رابح ان التغطية الصحية في الجزائر عرفت تطورا كبيرا سيما في الآونة الأخيرة بفضل مجهودات الدولة لضمان التكفل الجيد بالمرضى. وكشف المدير العام عن فتح مركز وطني لمكافحة الأمراض غير المتنقلة بمستشفى باب الواد في القريب العاجل. وقال المدير في حوار أجريناه معه تزامنا والذكرى الخمسين لاسترجاع السيادة الوطنية انه سيتم اقتناء أجهزة حديثة لأول مرة بالجزائر تمكن من تشخيص المرض بدقة خاصة بالجنوب حيث يتم التكفل بالمصابين في عين المكان دون عناء التنقل لجهات أخرى. @ الشعب: كيف هي التغطية الصحية في الجزائر؟ وماهي الإنجازات التي حُققت على ضوء نصف قرن؟ @@ بار رابح: المنظومة الصحية في الجزائر عرفت قفزة نوعية، فابتداء من 1962 حققنا نجاحات باهرة في مجال التكفل بالمرضى على كل المستويات سيما في مجال الجراحة العصبية ومعالجة المصابين بالأمراض المزمنة والخطيرة ولا يمكن ان ننسى دور المركز الوطني للأشعة الذي يصنف الأحسن في إفريقيا، وهو يعد فخرا لنا. أما بالنسبة للانجازات المحققة، دعيني أتكلم بصفتي مسؤول عن مستشفى مايو على البرامج التي سطرناها بهدف تحسين التغطية الصحية على مستوى هذا المركز الاستشفائي وتطوير مختلف أقسامه.. قمنا باستحداث مركز خاص بعلاج الأطفال يحتوي على 4 مصالح وجناح للحالات الاستعجالية، كما قمنا بتوسيع المساحات الخضراء بالمستشفى لضمان راحة المرضى وتخصيص قسم لتكوين الأطباء والممرضين والإداريين بعد إبرام اتفاقية التعاون مع مستشفيات من مرسيليا، تم من خلالها مناقشة العديد من النواحي، وأؤكد بان هذه الاتفاقية من انجح العقود ولذلك قمنا بتجديدها. ومن اجل ضمان تكفل صحي جيد لمرضى الجنوب أبرمنا اتفاقية شراكة مع ولاية تندوف، بحيث أرسلنا فرقة تتكون من أطباء واساتدة متمرسين إلى الولاية حيث عاينت 300 مريض تبين ان 30 منهم يتطلب العلاج بإجراء جراحة للعيون، وهو ما لم يستطع أطباء هذه المناطق المعزولة اكتشافه نظرا لانعدام الخبرة وقلة الأطباء المختصين هناك. ولا تتوقف مهمتنا عند إيفاد طاقم طبي لمعاينة المرضى في الولايات بالجنوب الكبير وإنما قررنا اللجوء إلى استعمال إحدى احدث التقنيات في الطب تمكن من معاينة المريض وتشخيص المرض عن بعد من خلال استعمال تقنية «تيلي طب» على اعتبار أنها تجنبهم عناء التنقل. اذكر هنا ان هذه التقنية فعالة في تشخيص الداء والتقليل من معاناة المصابين، وقد شرعنا في استعمالها في ولاية نموذجية، ويتعلق الأمر بولاية الاغواط على ان تعمم بباقي الولايات. ثقة في خدمات التحاليل والكشف الطبي @ ما هو واقع التكفل بالمرضى بمستشفى مايو العريق ؟وماذا عن الندرة في الأدوية التي يروج بأنها حادة ؟ @@ بالنسبة للتكفل بالمرضى لا تعترضنا أية مشاكل تحول دون علاج المتوافدين إلى المستشفى علاجا جيدا.. نحن نسعى إلى التخلص من بعض النقائص المسجلة شيئا فشيئا كاقتناء الأجهزة الطبية الحديثة مثل جهاز «بات سكان» الذي يكشف عن مكان تواجد الخلايا السرطانية في الجسم بشكل دقيق، إضافة إلى شراء عدد اكبر من أجهزة «إي.أر.أم» و«السكانير» وكذا إنشاء مصالح متخصصة إضافية من اجل التكفل بأكبر عدد من المرضى. وأشير إلى ان المواطنين يملكون ثقة كبيرة بمستشفى مايو والدليل على ذلك ارتفاع قيمة مداخيل التحاليل الطبية من 80 مليون دينار إلى 120 مليون دينار، كما ان ميزانية المركز الاستشفائي كفيلة بشراء العتاد الطبي اللازم لعلاج المرضى. وفيما يخص ندرة الأدوية التي يروج بأنها حادة وان العديد من المراكز الاستشفائية تعرف نقصا كبيرا في هذه المواد العلاجية، فان مستشفى مايو لا يعاني البتة من هذا المشكل، بحيث انه يتوفر على مخزون يكفي لتغطية احتياجات 4 و5 أشهر. @ نعيش خمسينية استرجاع السيادة الوطنية، ماهي موقعها على مستواكم؟ @@ استقبلنا هذه الذكرى بفرحة كبيرة.. نظمنا احتفالا داخل المستشفى حضره كل السلك الطبي العامل، بمن فيهم الأطباء والاساتذة والممرضون اللذين أبوا إلا أن يعيشوا نشوة عيد الجزائر البهيج في يوم ليس كباقي الأيام، وقد استغرقت مدة التحضيرات أكثر من شهرين نظرا لعظمة الحدث ومن اجل ان يكون الاحتفال في المستوى. كما قمنا باستدعاء ممرضين وممرضات عرفانا بما قدموه من تضحيات جبارة قبل وغداة الاستقلال من اجل خدمة الصحة في الجزائر واللذين بدونهم لما كنا ننعم بالحرية والاستقرار الذي نعيشه الآن، واعترافا بجهودهم قامت إدارة المستشفى بتكريم البعض ممن خدموا الثورة وكانوا مثالا يحتدى به في الشجاعة لكي يكونوا قدوة للعاملين حاليا. وبهذه المناسبة قررت لجنة الخدمات الاجتماعية بالتنسيق مع مركزنا الاستشفائي إرسال 50 ممرضا وممرضة ممن خدموا الثورة إلى العمرة مع ضمان التكفل التام بكل النفقات مقسمين على مجموعتين. @ ماهي المشاريع المسطرة في المستقبل لضمان تكفل جيد بالمرضى على مستوى المستشفى؟ وهل هناك برنامج خاص بعلاج مرضى السرطان؟ @@ إننا سطرنا برامج مستقبلية نسعى إلى تجسيدها تتمثل بالخصوص في إنشاء مركز وطني لمكافحة الأمراض غير المتنقلة منها علاج الأمراض المزمنة على غرار داء السكري وارتفاع الضغط الدموي. ونطمئن بان فتح المركز يكون في غضون 14 شهرا بمستشفى مايو. ومن بين المشاريع المدرجة في إطار البرنامج الخماسي لرئيس الجمهورية 2010 2014 - نشير إلى إنشاء مصلحة للعلاج بالأشعة بمستشفى مايو والخاصة بعلاج الأمراض الصدرية، القلب، الغدد، إضافة إلى إنشاء مركز لمكافحة السرطان عند الأطفال وآخر خاص بالوقاية والتشخيص. وكل هذه المراكز التي تحتل الأولوية تجعل من مستشفى مايو قطبا صحيا بامتياز يحرص على الخدمات النوعية المقدمة للمرضى والمواطنين وحسن استقبالهم.